تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دور الأسرة وأثره في تربية الطفل الإيجابي

مجتمع
الإثنين 13-10-2014
أنيسة أبو غليون

الطفل الإيجابي هو الذي يملك توازناً داخلياً وخارجياً،ولديه القدرة في التحكم بعواطفه ونوباته العصبية كالغضب والفرح،بالإضافة إلى أنه يتمتع بالمرونة في التعامل والفكر السليم،علماً بأن جميع الأطفال في الأصل يتمتعون بصفة إيجابية منذ ولادتهم...

وتأتي أهمية الأسرة في بناء وتكوين شخصية إيجابية للطفل منذ الصغر،وهي التي تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية وتجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته،وعلينا عدم إغفال دور المدرسة ذلك المكون التربوي المهم الذي يعتبر شريكاً للأسرة في ذلك.‏

صفات الطفل الإيجابي‏

هناك عدة أشياء يجب أن تتوافر في الطفل حتى نستطيع أن نصفه بالإيجابية،منها أن يكون لدى الطفل توازن داخلي وخارجي،بمعنى أن لديه القدرة على التحكم في عواطفه،وأن يعبر عن نفسه بطريقة مميزة،يعلم جيداً ما يريده ويدرك جيداً ما يناسبه وما لا يناسبه،والطفل المتعاون والطفل الذي من الممكن الاعتماد عليه في حل مشكلاته بمفرده،وأن يتمتع بالمرونة في التعامل والفكر السليم، كل هذه المهارات الحياتية تؤكد على أن هذا الطفل إيجابي.‏

مظاهر تمتع الطفل بالإيجابية‏

الطفل في بداية حياته يرغب في تجربة كل شيء واختبار معظم الأشياء،فهو من داخله لا يدرك أن ما يفعله صحيح أم خاطئ..فالطفل يولد كصفحة بيضاء ناصعة البياض،الجزء الأكبر من سماته الشخصية تكون مكتسبة من خلال المعاملة والتنشئة الاجتماعية وبالتالي فإن الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون إيجابياً ومتفائلاً، حيث لا يعرف السيئ والقبيح والخطأ،لذلك مهمة الأهل تنحصر في تنمية هذه الصفات الإيجابية.‏

التربية الإيجابية منذ الصغر‏

الأسر تنقسم إلى ثلاثة أنواع:1-الأسر المنغلقة:وهي التي لا تحبذ التفكير والتجارب والاختلاط،تسير على قواعد متوارثة.2-الأسر الديمقراطية:وهي التي ترحب بالمبادرات الجديدة، وتعطي مساحة لأبنائها في التفكير والتعامل والكثير من الحرية.‏

3-الأسر المتسيبة:وهي التي تختفي فيها الأدوار مع عدم وضوح منظومة القيم داخل الأسرة،متسيبة القواعد وهذا النوع من الأسر لا تنشئ طفلاً إيجابياً،وبالتالي فإن الأسرة هي التي تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية،ورد فعل الأسرة نفسها تجاه مواقف الطفل الإيجابية هي التي تجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته..وتعتقد بعض الأسر أن مجرد قيام الطفل بواجباته المدرسية دليل كاف على التمتع بشخصية إيجابية، فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟ إن الطفل الملتزم في المدرسة والمنزل،والذي يقوم بتحقيق تحصيل أكاديمي عال بالطبع يتمتع بالإيجابية،ولكن لا ينبغي الاقتصار على أن الطفل الذكي والناجح بمدرسته هو الطفل ذو الصفة الإيجابية،لأن ذلك سوف يهمش باقي الأطفال ويحرمهم من هذه الصفة،لأنه ليس بالضروري أن يتميزوا في الدراسة والالتزام المدرسي فقط،فمن الممكن أن يتميز في شأن آخر،إن جميع الأطفال في المنزل يتعلمون من أفعالنا،وليس من أقوالنا فإن أفضل طريقة يتعلم بها الطفل أن يكون إيجابياً هو عن طريق نقل هذه الصفة من الأهل تباعاً إلى أولادهم فتمتعهم بسمات وصفات إيجابية يأتي من الأهل فكل شيء يصوره الطفل بعقله ..يصوره ويقوم بالتصرف في المستقبل لذلك يجب أن يرى الطفل هذه الإيجابية في أهله،وخاصة في أمه فعليها الدور الأهم على الإطلاق في بناء شخصية الطفل الإيجابية منذ صغره ويختلف دور الأم باختلاف أنماط الأسر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية