تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بانوراما الموسم... الدرامي الرمضاني

فضائيات
السبت 3-9-2011
سلوان حاتم

مع نهاية الموسم الدرامي الرمضاني لهذا العام وبداية الإعادة لعرض الأعمال إلى حين قدوم الموسم القادم نقول وكما تعودنا في السنوات الماضية أن درامانا السورية مازالت الأولى من حيث المتابعة الجماهيرية

ولو أن هذا الموسم بدأت بعض الدرامات العربية بالظهور لتخلق منافسا قد يكون قويا في السنوات القادمة ولكن لا نخشى على درامانا لأننا نملك جميع مقومات النجاح والاستمرار أيضا.‏

بداية وعلى صعيد النقد فقد لاقت درامانا العديد من الانتقادات سواء من محبي الدراما السورية أو ممن لا يحب الدراما لكن أن يكون النقد فقط لأننا لا نحب هذا الممثل أو ذلك أو أننا كنا نريد مخرجا آخر للعمل فهذا مرفوض في مجال النقد خاصة أن ممثلنا يجتهد حتى يستطيع تقديم دوره أما أكثر الانتقادات كانت من نصيب مسلسل في حضرة الغياب وما يحسب لكادر هذا العمل الاجتهاد الكبير لإخراج العمل بأفضل الصور وما لاقاه المسلسل من نقد أمر طبيعي فقد سبق لمسلسلي نزار قباني وأسمهان أن لاقيا نفس المصير مع أن الأعمال الثلاثة أعمال فنية جميلة, كما أن الأعمال الكوميدية كان لها نصيب كبير من الانتقاد ولكن بشكل عام كانت معظم الأعمال جيدة على الصعد كافة.‏

كوميدياً كانت المسلسلات هذا الموسم تحمل في طياتها نقدا وصورا كوميدية جميلة بل إن جرعة الكوميدية هذا الموسم كانت كبيرة مع وجود أعمال كثيرة من بقعة ضوء إلى مرايا إلى يوميات مدير عام إلى الخربة وغيرها من الأعمال وإذا انتبهنا لما قمنا بتعداده لوجدنا أن معظم الكوميديا هذا الموسم هي تتمة لأجزاء سبق عرضها وهذا له دلالتان فإما أن الكوميديا أصبحت تقليدية أو أن الكوميدية تسير بنسق مدروس حسب ما يرغبه المشاهد في آلية الطرح الكوميدي وأنا أميل إلى الخيار الثاني لأن استمرار بقعة ضوء ومرايا لم يأت فقط من رغبة شركات الإنتاج بتكملته بل لأن المشاهد أحب هذه الطريقة في العرض.‏

أعمال البيئة الشامية هذا العام بدت مشابهة لما قدم في السنوات الماضية مع بعض الاختلاف من حيث القصة والأسلوب ولكن حافظت على وجودها مع أن بعض الشخصيات والوجوه كانت قد شاركت في مسلسلات سابقة ولاقت نصيبا كبيرا من النجاح من خلال هذه الشخصيات ولم تنس بعد ولكن مجرد الخوض في غمار هكذا منافسة هو بحد ذاته تحد كبير وهذا الموسم شهد أعمالا بلهجات محلية جديدة انتقدها البعض بأنها لم تأت بالشيء المطلوب أو بما كان يؤمل منها في حين وصفها البعض بالخطوة الجيدة لمستقبل الدراما السورية بلهجات جديدة وإن انطلق بعضها من الكوميدية والآخر في فترات زمنية بعيدة لكن هذا لن يمنع الدراما فيما بعد من توظيفها في إطار الدراما الاجتماعية والمعاصرة أيضا.‏

من جهة أخرى شاهدنا في هذا العام توزع في الأدوار البطولية ففي الأعوام الماضية كنا نشاهد مجموعة من الممثلين يسيطرون على مجمل بطولة المسلسلات التلفزيونية وهذا التوزع في البطولة أفضل من احتكار بعض الممثلين وإن كان البعض مازال متواجدا في أكثر من أربعة أو خمسة أعمال ولكن في بطولات جماعية وليست فردية كما أن هذا العام شهد تراجعا على مستوى الوجوه الجديدة وطبعا هناك وجوه جديدة ولكن أقصد الوجوه الصاعدة بقوة كما حال المواسم السابقة وعلى صعيد الإخراج فإن المخرجين هذا العام تقاسموا الأعمال مع عودة النجم أيمن زيدان للإخراج واستمرار تميز الليث حجو وحاتم علي ونجدة أنزور‏

وعلى صعيد النص فيبدو أن هذا الموسم حمل العديد من النصوص الجيدة وإن كانت الأفكار بدأت تأخذ شيئا من النمطية ولكن يحسب لبعض المؤلفين أنهم يصنعون كاركترات جديدة فبعد أن رأينا العام الماضي (جودي و أسعد والمختار) نراهم اليوم يصنعون شخصيات (أبو نمر وأبو نايف وتوفيق وفياض)وغيرهم في حين توفق بعض النصوص في مسلسلات الحلقات المختلفة ويقع بعضها الآخر في مطب التكرار من أبرز سمات هذا الموسم هو الأجزاء وأظن أنها ستستمر في الموسم المقبل.‏

أما النجوم العرب في درامانا فيبدو أن رفيق علي أحمد وصبا مبارك والنجم حسن حسني وأحمد الزين بالإضافة إلى أمل بوشوشة أبرز النجوم العرب في درامانا هذا العام وينفرد حسن حسني بأنه الوحيد الذي يتحدث بلهجته المصرية بينما يشارك العديد من نجوم الدراما بالمسلسلات العربية ولكن بلهجات الدول العربية‏

وهذا الموسم شهد تراجع المشاهدة الجماهيرية لبعض المحطات العربية التي ستخرج علينا بعد أيام لتقول أنها حققت المشاهدة الأكبر لما قدمته في رمضان ولكن الجميع بات يعرف طريقة هذه الفضائيات في تفضيل نفسها على القنوات الأخرى بينما شاهدنا المحطات السورية وبعض اللبنانية تصبح أكثر مشاهدة وطبعا اعتمادها على المسلسلات السورية والبرامج المنوعة وهذا شيء ايجابي في عالم الفضائيات لأن المشاهد مل من احتكار القنوات للأعمال الكبيرة نظرا لكثرة الفواصل الإعلانية أثناء العرض.‏

بقي علينا أن نقول كمحبين ومتابعين لدرامانا السورية إن الموسم الدرامي يجب أن يكون خلال العام ككل ولا يجب حصره في شهر واحد لأننا رأينا كيف تصبح الأعمال المدبلجة عناوين القنوات في باقي أيام السنة وطالما أننا نستطيع أن نقدم دراما حديثة وتاريخية وكوميدية فعلينا الاستفادة من خلو الساحة خلال السنة وبدلا من فرض المحطات الفضائية ما تريد بثه أو أن نجهد بالبحث عن فيلم أو برنامج لنتابعه وخاصة في وقت السهرة علينا أن نحول أعين المشاهد إلى حيث تعرض درامانا وبالتالي تسويق الأعمال بعيدا عن رحمة الفضائيات لأن درامانا بضاعة جيدة ومن يريد أن يراها فليشاهدها حيث تعرض لا حسب القناة الفضائية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية