|
رؤيـــــــــة وهذا يساهم إلى حد بعيد بتراجع أوباضمحلال التجارب الفنية الطليعية المحرضة على الابتكار والتجديد والإبداع داخل إطار ومعطيات الحركة الفنية التشكيلية السورية المعاصرة،كما أن العديد من الفنانين يتجهون بأعمالهم إلى تكريس السطحي والاستهلاكي، ولهذا تعود لوحات الطبيعة والأزهار وتأخذ موقعها المتقدم وحضورها القوي في السوق الفني، ما يجعلنا وفي كل مرة نشعر أن العديد من الفنانين الذين أعطوا المشهد التشكيلي في مراحل سابقة، نفحة جديدة لتجارب لوحات المناظر والأزهار والعناصر الأخرى، هم الآن أكثر توجها وتفاعلا مع الأفكار السطحية والاستعراضية، حتى أن لوحات العديد من هؤلاء انتشرت على أرصفة محلات بيع اللوحات في الاسواق التجارية، وبدأت تنقل وبدقة تفصيلية ماهو متوفر في الصورة الضوئية، دون أن تحمل إمضاءات ناقليها أو مستنسخيها. بالطبع هذه الظاهرة تحول،دون تسويق الفن الجيد ودون اتساع الحوارالثقافي بين الفنان والجمهور،وهنا تبرز مشكلة عدم وجود بورصة فنية حقيقية تتولى تحديد وتقييم عمل كل فنان عبر معطيات تجليات تجربته الفنية وتاريخها وقابليتها باستمرار لطواعية التغيير والتطوير. فالسوق الفنية عندنا، وبخلاف الأسواق الفنية العالمية، هي سوق خاضعة لمزاجية تجار الفن ولضغط حاجة الفنان المادية، والمزاجية هنا تعني غياب السعر النهائي للعمل الفني وغياب قدرة التجربة على تكوين خط تصاعدي، لأنه عندنا في سورية، لا فرق بين المبدعين والفاشلين وتجار الفن، تلك هي الحقيقة،وتلك هي المشكلة. هذا واقع مريع ومفجع يعبّر عن مدى المعاناة التي يعيشها الفنان الحقيقي، في ظل غياب متحف الفن الحديث وغياب الحماية الفعلية، وغياب دورالجهات الرسمية المعنية،التي كانت في مراحل سابقة اكثر جدية على صعيد تحديد أسعار الاقتناء الخاصة بأعمال كل فنان على حدة، اعتمادا على موهبته وخبرته الطويلة وتاريخه الفني. كما أن مايحدث الآن في بعض صالات العرض يعيدنا إلى إثارة المشكلات ذاتها، بدلا من مرافقة ومساندة أحلام قيام نهضة فنية حقيقية مترقبة. فالتشكيل السطحي الذي يقدم في العديد من صالات العاصمة يطرح المزيد من الاحتمالات، والمخاطر السلبية المسايرة لتوجهات المظاهرالتجارية والاستعراضية، وبالأخص في المعارض التي تكرر وتستنسخ تجارب سابقة، وتراوح معطياتها مع كليشيهات شبه جاهزة، فهذه اللوحات غالباً ما تطل مفبركة دون إحساس واقتطاف لشاعرية وغنائية المشهد المتجدد الذي يفيض عفوية و طراوة ونضارة، ويعتمد على إغراءات إعادة صياغة مفردات الواقع والتراث، حتى يصل الرسم التشكيلي إلى إيقاعات التناسب والإتقان والحيوية والرشاقة. هذا بالإضافة إلى عدم وجود مسوغات أخرى لانجراف البعض نحو اقتناء لوحات عبثية وسطحية برزت في الآونة الأخيرة، مع صعود موجة جديدة من أنصاف الموهوبين وأنصاف الفاشلين. |
|