|
البقعة الساخنة والقيام بفعل التحريض والتعتيم على ممارسات التنظيمات الإرهابية المسلحة يكشف جوانب اضافية في المؤامرة. في البدء كان هناك ثمة مطالب لم يجر تلبيتها وحسب، بل ذهبت سورية الى مدى أبعد بكثير منها إيماناً بالحاجة لإصلاحات شاملة، غير أن الحملة عليها انتقلت من مرحلة إلى أخرى فغابت شعارات الإصلاح واستبدلت بأحجيات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لتكون حوامل للعقوبات وللمحاولات الفاشلة بحثاً عن إدانة من مجلس الأمن الدولي وربما عن تدخلات ثقيلة تتبعها. ومع الانتقال من مرحلة لأخرى كانت الأهداف تتدحرج وتنتقل من مستوى إلى آخر, فمن ضرب الاستقرار الى تعميق الأزمة الى اشاعة الفوضى والفتنة الى عرقلة الحوار والاصلاح الى إضعاف سورية ودورها، كان هناك تطور في استخدام الأدوات السياسية والإعلامية وعلى الأرض وصولاً الى مايفضح القصة عن آخرها ويظهر للعلن متعهدي السلاح والمظاهرات. (طالما أن الأميركيين هناك فهناك سلاح) عبارة قيلت في العلن لم يتبرأ الأميركيون من قائلها، ولم تنف واشنطن صلتها به، وعليه فإن الاستمرار برفع شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية هو بذاته عسف للشعارات يعكس جبن واشنطن عن رؤية الحقيقة وعن قولها. فإذا كانت الولايات المتحدة تخشى رؤية الحقيقة ولا تريد الاقرار بالفشل ، فإن ما ينتظر منها أن تتخلى عن جبنها وتجاهر بقول حقيقة أنها كرمى لعيون إسرائيل سعت وستسعى لاستهداف سورية ،وأنها لن توفر في سبيل ذلك أداة سياسية أواقتصادية ،وأنها كدولة راعية للارهاب ستقدم السلاح للتنظيمات الارهابية المتطرفة في سورية كما قدمته في أماكن عديدة من هذا العالم . وحتى لولم تمتلك واشنطن شجاعة الاعلان عن هذه الحقيقة، فإن ما ينتظر من كل (قوى المعارضة الوطنية ) في الداخل والخارج أن تقول شيئاً وتبدي موقفاً وطنياً ينأى بها عن أميركا واسرائيل ،ولا يضعها في سلة واحدة مع التنظيمات الارهابية، ولابد أن كل السوريين يستهجنون في هذه الأثناء صمت «المعارضين» ازاء مسألة السلاح وتجاه أعمال النهب والقتل والترهيب والترويع الحاصلة وعدم ردهم على مثيري الفوضى والفتنة !! |
|