|
من البعيد والاستفادة من ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي تهدر في مجال الزراعة بعد معالجتها لاسيما باتجاه إشادة محطتي المعالجة على المحاور الأكثر خطورة وهما محور الحراك داعل ومحور وادي الزيدي غرب درعا، وبعد أخذ ورد ودراسات ومشاورات تم انطلاق الأعمال في تنفيذهما، وهما تخدمان نحو 40٪ من سكان المحافظة. وكان من المعول عليه أن يتم انجاز المحطات خلال ثلاث سنوات على أبعد تقدير، ولكن حتى الآن لم تقلع المحطتان فعلياً بالعمل وهناك تأخير كبير في إنجاز الأعمال تجاوز الست سنوات تقريباً، فلماذا كل هذا التأخير ومن يتحمل المسؤولية خاصة أن هناك ملايين الأمتار المكعبة من المياه ذهبت هدراً وأننا بأمس الحاجة إليها للزراعة ، علماً أن المتابعة مؤخراً أدت إلى الاسراع بتركيب التجهيزات الفنية ومن المتوقع أن تكونا بالخدمة نهاية العام الحالي. وعليه فهل جرى تأهيل وتدريب العاملين لاستثمار هذه المحطات ؟! وهل جهزت معمل معالجة النفايات والحمأة الناتجة عن هذه المحطات للاستفادة منها كسماد طبيعي؟! وهل ستكون المحطات قادرة على معالجة واستيعاب غزارات المياه الزائدة مستقبلاً؟! صحيح أن درعا نجحت في تجربة محطات المعالجة المدمجة المكانية صغيرة الحجم وكانت الرائدة في ذلك وتم إنجاز بعضها مثل محطات جلين والعجمي من الموازنة المستقلة وسيتم إنجاز أكثر من عشرة أخرى مثلها، ولكن هذا الأمر الاسعافي لن يجدي نفعاً في المستقبل أمام تزايد أعداد السكان وعدم قدرتها على استيعاب كل تلك الغزارات من المياه ، وستكون الحاجة ماسة لمحطات معالجة مركزية كبيرة قادرة على استيعاب كميات كبيرة من المياه ولسنوات طويلة. ولهذا لابد من العمل على توفير الخبرات الوطنية الكافية والقادرة على إجراء الدراسات التفصيلية للمحطات ، وتوحيد المرجعيات لملف الصرف الصحي وتفعيل دور شركات الصرف الصحي. |
|