تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العيديــة طقــــس اجتماعــــي.. وتشارك متبادل بين الكبار والصغار

محليات
السبت 3-9-2011
ثناء أبو دقن

العيدية كلمة تنسب إلى العيد وهي مبلغ من المال أو الهدايا توزع على الأطفال احتفاء بهذه المناسبة من قبل الوالدين أو الأقارب كالجد والجدة والأعمام والأخوال والخالات والعمات أو المعارف والأصدقاء، وصار لها تقاليد وطقوس في جميع الدول العربية والإسلامية.

وتعتبر العيدية شكلاً من أشكال المشاركة المتبادلة بين الكبار والصغار بالفرحة في الأعياد.. وتجسيداً مادياً لهذه الفرحة.. ويشير بعض الاختصاصيين التربويين إلى أن للعيدية أثراً مادياً ومعنوياً تشعر الصغير باهتمام الكبير ورعايته له فيزيد إحساس الأطفال بالأمان والحب والرعاية.. وهو شيء ضروري للصحة النفسية، وهي فرصة ليحصل الأطفال على أموال خاصة بهم يتصرفون بها حسب رغباتهم وأهوائهم، ومناسبة فريدة لإدخار الأموال.. والتصرف بها مستقبلاً.‏

ولهذا تعتبر العيدية من أجمل مظاهر العيد التي يفرح بها الأطفال، حيث يطلقون العنان لتخيلاتهم وتوقعاتهم بحجم ماسيحصلون عليه ويخططون لإنفاقها، وهي في حقيقتها تمييز عن بقية الأيام وتحبيب للعيد.. وكل القصد منها أن تظهر الفرحة والسعادة على الأطفال بكل الوسائل والطرق.. وهذا هو مغزى العيد أن يفرح الناس جميعاً بهذه المناسبة.‏

هذا بالنسبة للأطفال.. أما فائدة العيدية وانعكاسها على الكبار فيبدو أن العيدية تخرجهم من انشغالهم بأمورهم إلى الانشغال بسعادة الصغار، وبذلك يحس الشخص أن السعادة الحقيقية تكمن في إسعاد الآخرين وبهذا تكتمل السعادة.. ويتحقق جزء من التوازن النفسي للأفراد، وهذا أحد أوجه معاني العيد.‏

قيمة اجتماعية‏

في الوقت الذي ينتظر الأطفال العيدية بفارغ الصبر نجد الأهالي يستعدون لهذه المناسبة بتخصيص ميزانية إضافية على ميزانية الملابس والحلويات وبقية متطلبات العيد ويرى البعض أن للعيدية قيمة اجتماعية مهمة جداً فهي تقوي أواصر المحبة وتؤلف بين القلوب وتسعد الصغار ويقدرها الكبار.. فتزداد قوة الروابط الأسرية والعائلية وتسود الألفة والمحبة بين الجميع.‏

عادة منتشرة‏

العيدية ...كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء والعطف وهي منتشرة في كل البلاد العربية، وتعتبر تقليداً متوارثاً يبعث البهجة والفرح في نفوس الصغار والكبار على حد سواء وتختلف العيدية من بلد لآخر... ومن قطر لقطر ..ففي سورية مثلاً يطلق عليها (العيدية أوالخرجية)، أما في المملكة العربية السعودية فيتم تخصيص يومين من أيام العيد للعيدية بحيث يكون هناك يوم للإناث ويوم للذكور يعرفان بأيام الطلبة.‏

أما في الكويت فيقوم الأطفال يوم العيد بالمرور على البيوت لأخذ العيدية وهي غالباً تكون القرقيعان وهو عبارة عن خليط من المكسرات والزبيب .‏

وفي السودان يقوم الآباء والأقارب بإعطاء الأطفال النقود بمبالغ محددة سلفاً لشراء الحلويات وفي عمان يجتمع الأطفال والنساء في مكان يسمى القلة أو العبود توزع فيه الهدايا والنقود.‏

ويتميز الأطفال في طاجكستان عن غيرهم في طريقة الحصول على العيدية ، حيث يسيرون جماعات صغيرة وفي أيديهم كيس صغير لجمع النقود والهدايا ويقفون عند كل بيت ويغنون ( عيدنو مبارك تخمها قتارك) أي (ياصاحب البيت عيدك مبارك فأخرج لنا عيدية).‏

تعود للعصر المملوكي‏

العيدية عادة ترجع إلى عصر المماليك حيث كان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأفراد ومن يعملون معه، وكان اسمها الجامكية وتم تحريفها إلى كلمة العيدية وكانت تتفاوت قيمة هذه العيدية تبعاً لرتبة أو راتب الشخص فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية و آخرين تقدم لهم دنانير فضية وإلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة.‏

وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالاً أخرى فكانت تقدم ألبسة فاخرة أو نقوداً أو هدايا للأطفال واستمر هذا التقليد حتى الوقت الحاضر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية