تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نجسّد جميعاًً روح الأســرة الــواحـــــدة

محليات
السبت 3-9-2011
أنيسة أبو غليون

يوم العيد هو يوم فرح وسرور.. وسكينة ووقار.. وميدان استباق إلى الخيرات ومجال منافسة في المكرمات، لايشعر الأشقياء بريح السعادة، ويتنفس المختلفون في جو من السعة، فيه يذوق المعدمون طيبات الرزق، ويتنعم الواجدون بأطايبه.

في العيد تسلس النفوس الجامحة قيادها إلى الخير، وتهش النفوس إلى الإحسان في العيد تظهر فضيلة الإخلاص مستعلنة للجميع.. ويهدي الناس بعضهم بعضاً هدايا القلوب المخلصة المحبة..‏

ويوم العيد بقدومه ، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لايستمر لأكثر من عدة أيام.. زمن قصير، ظريف ضاحك تفرضه الأديان على الناس ليكون لهم بين الحين والحين يوم طبيعي في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها.. يوم السلام، والبشر والضحك والوفاء والإخاء والوئام.. وقول الإنسان للإنسان: كل عام وأنتم بخير.. يوم الثياب الجديدة على الجميع إشعاراً لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذه الأيام.. يوم الزينة التي لايراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعاً في يوم حب.‏

يوم العيد يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه.. يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة المرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة..‏

هذا اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة نظرة تبصر الإعزاز إلى أهله وإلى داره نظرة تدرك الجمال وإلى الناس نظرة ترى الصداقة ومن كل هذه النظرات تخلق له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم فتبتهج نفسه بالعالم والحياة.. وما أسماها نظرة تكشف للإنسان أن الكل جماله في الكل..! في العيد نرى على وجه الأطفال السعادة والابتسامات لأنهم لايعرفون قياساً للزمن إلا بالسرور.. واجتماع الأطفال بثيابهم الجديدة المصبغة باجتماع قوس قزح في ألوانه.. ثياب عملت فيها المصانع والقلوب، فلا يتم جمالها إلا بأن يراها الأب والأم على أطفالهما.. ثياب جديدة يلبسونها فيكونون هم أنفسهم ثوباً جديداً على الدنيا.‏

ما أشد حاجتنا إلى أن تفهم أعيادنا فهماً جديداً لتجيء أيام سعيدة عاملة تنبه فينا أوصافنا القوية تجدد نفوسنا بمعانيها .. فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم.. لا اليوم نفسه وكما يفهم الناس هذا المعنى يتلقون هذا اليوم.‏

العيد.. يعلم الناس كيف تتسع روحهم للجوار وتمتد.. ويتحقق فيها الاخاء بمعناه العملي.. وتظهر فضيلة الإخلاص لديهم.‏

العيد التقاء الكبار والصغار في معنى الفرح والحياة الناجحة المتقدمة في طريقها.. وترك الصغار يلقون درسهم الطبيعي في حماسة الفرح والبهجة.. يعلمون الكبار كيف توضع المعاني في بعض الألفاظ التي فرغت عندهم من معانيها، ويبصرونهم كيف أن معانيها تعمل الصفات الإنسانية في الجموع.‏

أيها الناس انطلقوا في الدنيا.. انطلاق الأطفال بحقيقتهم البريئة الضاحكة، لا كما تصنعون الفوضى.. وينثرون السخط بالضجيج والحركة.. اجعلوا من أيام السنة بأكملها كأيام العيد يتجسد في أيامها روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.. فكل عام وأنتم بخير..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية