|
الجولان في القلب والمناطق القريبة لزراعة الخضراوات كونها قريبة من مياه العين ويقول أبو بسام إن شريط الذكريات لا ينقطع أبداً عن ضيعته في الجولان الحبيب وأكثر ما يخطر على باله أيام الدراسة، حيث ترك القرية وذهب إلى المدينة وهو في الصف السابع واستأجر غرفة مشاركة مع أربعة طلاب ويوم العطلة يذهبون جميعهم إلى القرية، وكان الأهل طيلة أيام الدراسة يرسلون لهم الزوادة مع السائقين ويرىأبو بسام أنه رغم الشعور يترك الضيعة من أجل الدراسة إلا أنهم لاينسوا الفرحة التي انتابتهم لانتقالهم من الريف إلى المدينة ولا ينسى أبو بسام الحياة البسيطة في القرية حيث الصدق والأمانة والمحبة والثقة بين الجميع وأيضاً البيئة النظيفة التي لم يصل إليها التلوث ويتابع أبو بسام حديثه بالقول: حتى الهمة في تلك الأيام كانت أفضل حيث كنا نعمل في الأرض أيام العطلة المدرسية وندرس ونلعب ونحن مسرورون لأننا نقطف ثمرة تعبنا عندما نمد يدنا إلى شجرة التين على سبيل المثال ونتذوق حلاوته ونأكل خبز التنور ولا ننسى حصاد القمح، هكذا حياتنا مع الأرض الخصبة والمياه العذبة. وفي مثل هذه الأيام نتذكر العيد في جولاننا الحبيب وأكثر ما يخطر على بالي البحتة « الرز والحليب» وكعك العيد حيث تجتمع النسوة الكبار في العمر ويسهرن ليلة العيد وهن يصنعن كعك العيد وهذا العمل من طقوس العيد التي ما زلنا نحتفظ بها حتى أيامنا هذه فأنا لا أشتري الحلويات الجاهزة أبداً ووالدتي أمد الله في عمرها تساعد زوجتي وبناتي في صنع كعك العيد وأجلس مراقباً عملهن والسعادة تغمرني فتلك اللحظات تعيش معي حتى اليوم وتذكرني بضيعتي الحبيبة في الجولان وأحرص على صنع كميات كبيرة حتى أوزع على أولادي المتزوجين وآخد الكعك إلى بيت كل منهم حتى أحفادي الصغار يقولون لي قبل العيد « جدو» متى ستصنع لنا كعك العيد الخاص بنا لأن أصدقاءهم في المدرسة يحبون الكعك الذي نصنعه ويتذوقونه كل عيد... ولا أنسى ثياب العيد التي يشتريها لنا والدنا من المدينة ولبس الثياب الجديدة ننتظره من العيد إلى العيد بينما في أيامنا هذه وكما أرى من أولادي وأحفادي الشراء على مدار العام وهناك الكسوة الشتوية والصيفية وفرحتنا بالعيد نعبر عنها بوضعنا للثياب والحذاء الجديد تحت « الوسادة» ولا نصدق متى سيطلع النهار كي نأخذ العيدية ونلعب في ساحة القرية بفرد الفلين والمازوات ونتباهى بثيابنا الجديدة وأكثر ما يسعدنا حلقات الدبكة في الأفراح التي تكثر أيام الأعياد وكنا نحن الصغار نقف خلف الدبكة ونضع في أيدي الشباب والفتيات المتشابكة « البحص» ونضحك من الفرح. ويختتم أبو بسام حديثه بالقول: كل شيء أيام زمان له متعته وجماله رغم الحياة البسيطة كنا سعداء لأننا نعيش على تراب وطننا الحبيب في بيوتنا الحجرية التي تظللها عناقيد الكروم وينعشها الهواء العليل. |
|