|
السعودية جسمه مصدر الدفء لها. تتفقده في تلك الليلة, تتذكر أنه نام جائعاً .!
طاولة مستديرة بدأ الاجتماع الدوري ـ كما هو مخطط له..ـ الكؤوس.. الشراب.. الأوراق.. الأقلام.. الملفات.. أجهزة العرض تملأ الطاولة. أحدهم يسأل: متى نبدأ الشرب ..؟! خلف الحرارة تعوّد أن يعانق زملاءه كل صباح. يهدي فرداً فرداً قبلاته الحارة. تحسس أحدهم.. بادره بطعنة.. اختلط اللون الأحمر بحرارة القبلات! خوف معكوس تنظر إلى جهازها الجوال من نوع نوكيا. غيرته المجنونة تكسر أسهم الغرام بينهما. يأمرها بغسل الفتيل المشتعل, ترفض خوفاً من فقدان الإضاءة . يصر وتصر.. تتكسر أعمدة السقف ويتابع الناس خطوات الانهيار في انحسار الإضاءة ! فرصــــة تزامن موعده في عيادة القلب مع موعدها.. وجاء تسلسل دخوله بعد دخولها العيادة! تلاقت نظراتهما في الممر، بعد سنوات عشرين خلت؛ هي عمر سمير الابن الوحيد لهما. استقبل كلاهما رسائل مشفرة من الآخر.. انتهت بتجديد الشحنات الكهربائية بينهما. قُتل الثعبان الأسود، وأضاءت المصابيح قلبيهما.. وصفقا معاً في خطوبة سمير.. كحال النسوة هز وسطه وانتشرت رائحة زكية من أطراف ملابسه. توقفت الفتيات عن رقصهن.. رمقهن بنظرات تائهة, فقطعت كل واحدة منهن شفتيها بأسنانها..سقط وتطايرن حوله، نهض.. وفارقهن بابتسامة مجروحة .. براغيث فتح قلبه بنية حسنة. دهمته براغيث سامة. قاومها فتشبثت بـه أكثر .. استأصل قلبه, فعششت تنهش فيه. اختفى ذكره إلا من رائحة جثته! ســــيرة صاغ الفتى سيرته النيرة كعادة المبدعين، فغار منه أُناس لا يستحون من وجوههم أمام المرآة.. تذكر أنه ذات يوم اعتلى منصة ًوقدحت شرارةُ أعينهم، وها هي اليوم تُستنسخُ مرة أخرى .. اغتسل وتغنى آخر الليل وتفتحت له السماءُ وصلى الفجر وكرر قراءة سورة الفلق.. اتسع بؤبؤ الزاوية التي ينظر من خلالها إلى حديقة المدينة.. مـز شفتيه وقطف ثمرته من تلك الثمار اليانعة .. |
|