|
مجتمع بجدرانها العالية وأبراجها المرتفعة التي تطاول السماء.. في عزّ وكبرياء. وإن كانت دمشق قد اعتمدت القلعة قديماً كحصن دفاعي ضد الهجمات الخارجية ومركزاً للسلطان ورمزاً لسلطته في حضوره وغيابه، فقد أصبحت اليوم قبلة للفرح الطفولي، .. الذي ينشر أجواءه بين أهل المدينة عبر تخصيصها مركزاً احتفالياً أيام المناسبات والأعياد، فعلى امتداد أيام عيد الفطر السعيد امتزج فرح الأطفال مع عراقة وشموخ القلعة في تشكيلة كرنفالية أدخلت السعادة والتسلية إلى قلوب جميع الزوار الذين اكتظت بهم القلعة في منظر فاق حدود الوصف. قبلة للجميع عن هذه الفعالية تحدثت الآنسة ملك ياسين مديرة الاحتفالية ومديرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة قائلة: لقد قامت وزارة الثقافة وبتوجيه ورعاية خاصة بتقديم (احتفالية فرح الطفولة في العيد) في قلعة دمشق حيث استمرت هذه الاحتفالية طيلة أيام عيد الفطر السعيد من أجل احتضان أفراح الأطفال في العيد وتقديم أفضل الألعاب والوسائل الترفيهية والثقافية لقضاء عطلة العيد في أجمل صورة يمكن أن يعيشها الطفل في سورية، وقد قمنا بتنظيم وتقديم برنامج يومي وعلى مدى ثلاثة أيام يتضمن فعاليات مختلفة ومتنوعة تم اختيارها بدقة وعناية كبيرتين اعتمدنا فيها على معيار الجودة والاحتراف والمتعة أيضاً لأن أساس الاحتفالية بالطفل تقديم المتعة والتسلية للأطفال خاصة والكبار عموماً.. وقد جاءت تشكيلة الفرق المشاركة متكاملة .. وشاملة واحترافية.. حيث كان الجدول اليومي متنوعاً يشمل ألعاب ترفيهية ومسرح عرائس ودمى ومعارض وورشات رسم وأزياء شعبية وحكواتي ومهرجين وألعاب خفة وفرق موسيقية وأفلام للأطفال ومواضيع أخرى متنوعة تجلب الفائدة والمتعة والتشاركية بين المقدمين والأطفال. وأشارت إلى التعاون مع جهاز وزارة الثقافة والتربية والمعهد العالي للفنون المسرحية ومؤسسة السينما حيث لم نبخل بأي جهد ليكون النشاط ممتع وجميل ورفيع المستوى ويناسب كل الفئات العمرية واحترافي قدر المستطاع. كما أوضحت الآنسة ملك أنه تم التحضير والتنظيم لهذه الفعالية خلال فترة قصيرة نسبياً لهذا عملنا ليلاً ونهاراً ليكون المضمون والمستوى جميلاً ويلقى القبول لدى الجميع، وقد تأكد لدينا ذلك عبر جولاتنا الدائمة بين المشاركين والزوار على حد سواء. وضمن هذا السياق بينت مديرة الاحتفالية أنه تم اختيار قلعة دمشق بالذات لمكانة القلعة في قلب ووجدان كل سوري.. ولتاريخها العريق وموقعها الممتاز في وسط أحياء دمشق القديمة والحديثة. ولأنها ...أفضل وأضمن مكان يقضي فيه الطفل عيده بعيداً عن الساحات العامة والشوارع التي قد يتعرض فيها الأطفال لخطر الحوادث.. وأخيراً لتعطي للعيد معنى وطعماً مختلفاً أجمل وأرقى بكثير من بقية الأماكن التي فقدت هويتها الدمشقية العريقة، فهنا يطلّع الأطفال على جزء من تاريخ مدينتهم في امتزاج عفوي رائع للحاضر مع الماضي.. وهذا المكان واسع ورائع كفرح الأطفال وأحلامهم... ولهذا ستقام احتفاليات للعيد فيها بكل المناسبات دون تمييز أو تفرقة بين عرق أو مذهب أو دين فالفرح سيقام لكل أطفال سورية كأعياد الفطر والأضحى ورأس السنة وأعياد الميلاد والفصح والميلاد المجيدين. مسارح ودمى وفرق موسيقية في الهواء الطلق ولإنجاح هذا النشاط حرص المنظمون للاحتفالية أن تكون معظم النشاطات والفعاليات في الهواء الطلق ليستمتع الجميع بأجواء ومعالم القلعة الخلابة إضافة إلى وسائل الترفيه المختلفة مستخدمين المساحة الشاسعة للقلعة في تخصيص أماكن لوجود الفرق ونوعية المشاركة وطبيعتها حتى يستطيع الجميع متابعتها والتفاعل معها بأفضل وأسهل الطرق.. والشيء اللافت للنظر الإقبال الشديد للكبار والصغار والعائلات إذ كان أكثر بكثير مما توقع له المنظمون، فالأسر السورية كانت تستمتع بوقتها.. بكبيرها مثل صغيرها. حتى إن البعض قال إنها فرصة للعودة إلى الطفولة.. والاستمتاع بأجمل أوقاتها.. بل تسابق الكبار قبل الصغار للجلوس على المقاعد والمشاركة في النشاطات حتى نهايتها. انطباعات ومن خلال جولاتنا بين الزوار والمشاركين وتبادل الحديث معهم أكد الجميع روعة وجمال هذه الاحتفالية واستمتاعهم بوقتهم .. لجمال المكان بالدرجة الأولى ووجود جميع الفعاليات والألعاب إضافة لجميع الخدمات والمرافق العامة. استحقت التقدير والإعجاب إن أي متجول بين الفعاليات المقامة في القلعة يدرك احترافية الفرق ودقة اختيارها والتي ترواح بين الديكور البسيط والجميل والتصاميم الجميلة والأنيقة والأداء المميز كمسرحية (حلم طفل عربي) والأزياء التي خطفت الأنظار كفرقة الرقص الشعبي التابعة لوزارة التربية والمتعة والتسلية في العرض المسرحي (الرهان الخاسر). إضافة إلى ألعاب الملاهي المتنوعة، ومن الجدير بالذكر أن جميع الأطفال قد تعرفوا على فرق مسرحية وموسيقية وتصاميم للأزياء والألعاب وبعض الخدع السحرية على أرض الواقع وقد شارك بعضهم فيها، وهي بالمحصلة نتاج جهود حقيقية تحترم الطفل السوري وعائلته وتدرك أن عالم الطفولة غني وثري ويستحق كل الرعاية والاهتمام. معرض بيئي متنقل وعالم الحيوانات العجيب ومن المشاركات في الفعالية المميزة حدثنا الدكتور دارم طباع عن ذلك قائلاً: أتت فكرة تكوين حافلة تحوي معلومات ومجسمات عن مواضيع البيئة وعالم الحيوان من صيغة الكتاب، فقد أردنا تقديم التربية البيئية لتكون أكثر تشويقاً للأطفال بدلاً من أن يكون قضية تعليمية تقليدية وذلك من خلال ألعاب تفاعلية موجودة ضمن حافلة متنقلة ممكن أن تكون بحد ذاتها مشوقة للأطلفال وقد تم تجهيزها لتكون قادرة أن تستوعب معرضاً بيئياً تحوي 13 لعبة تفاعلية تبدأ بقصة قديمة عن الحيوانات تمتد من العصور الآشورية حتى الوقت الحالي وتشرح للأطفال مكونات الحافلة وتعرف الطفل على حواس الحيوانات وأهميتها واستخدام الإنسان لهذه الحيوانات وفائدتها وعن البيئة السورية والنظم البيئية والتنوع الحيوي في سورية والهرم الغذائي والذي تطرح بمجملها التوعية البيئية عند الأطفال وتحسين سلوكيات وأخلاقيات الحياة البيئية لديهم. تحية حب للمنظومة الإسعافية والأمنية إن من أكثر الأمور التي أسعدت زوار القلعة ومنحهم الإحساس بالسلامة والأمان وجود منظومة إسعافية عبارة عن سيارة إسعاف مجهزة بكل الأدوات والتجهيزات الطبيعة والإسعافية وعلى أهبة الاستعداد لتقديم أي مساعدة إسعافية أو صحية لمن يحتاجها إضافة إلى جميع الإجراءات الأمنية، فتحية حب لهؤلاء الذين قضوا عطلة العيد في العمل ليسعد الآخرين بالأمن والأمان وهذا عهدنا بهم وهذه ثقتنا ويقيننا بإخلاصهم وتفانيهم وكل عام والجميع بخير. |
|