|
بورصات على أمل أن تصعد الأسعار بعد وقت الشراء وتبقى كذلك إلى أن يحين موعد بيعها. ويخطئ من يعتقد أنه قادر على تحقيق عائد كبير خلال فترة قصيرة، وربما لاعتقاده بأنه طالما استطاع في مرة أو مرتين، وبطريقة عشوائية، تحقيق ربح معين في شركة معينة، فلا بد أن يستطيع تحقيق عائدات مشابهة في المستقبل. وكما سوف نرى من خلال الفصول القادمة فهناك أساليب علمية وخبرات عملية تحكم عمل الأسواق المالية، وإن اكتشاف الشركات الناجحة من الفاشلة لا يتم بالنظر إلى أسعار الأسهم فقط دون تحليلها بشكل سليم. كما أن مجرد إقبال عدد كبير من المستثمرين على أسهم إحدى الشركات، لا يعني بالضرورة جودة تلك الشركة والمسارعة في الاستثمار بها لأن أسباب تملك الشركات ودوافعه تختلف من شخص لآخر. قليل من الناس يؤمن بعشوائية السوق، حسب مفهوم العشوائية random walk، والتي تقول بأن الأسعار تتصرف بعشوائية تامة لا يمكن الاستفادة منها أو تحليلها على الإطلاق بل أثبتت التجارب والدراسات المتعددة بأن الأسعار ليست عشوائية، حيث إن هناك ثغرات كثيرة يمكن الاستفادة منها، وهناك أخطاء كثيرة يمكن تجنبها. ينقسم المستثمرون في الأسهم إلى من يستثمر على المدى الطويل ومن يستثمر على المدى القصير، والمدة الزمنية في هذه التقسيمات نسبية إلى حد كبير، إلا أن المقصود بالمدى الطويل غالباً هو الاستثمار لعدة سنوات، عادة لا تقل عن ثلاث إلى خمس سنوات، وتمتد إلى عشرات السنين، وهذا النوع من الاستثمار، متى تم بالشكل الصحيح، فإنه يؤدي إلى تحقيق أفضل النتائج. كذلك يخطئ من يعتقد أنه يستطيع تحقيق أفضل من ذلك بالمضاربة العمياء والاستثمار غير المدروس على المدى القصير، والذي يقصد به غالباً عدة أشهر بالكثير، فالمضارب على المدى القصير يحتاج إلى توافر المهارات اللازمة لديه والوقت الكافي للمتابعة إن كان عليه أن يحقق ربحاً كبيراً ويتجنب الخسارة. وعموماً هناك أربع قواعد رئيسة على المستثمر إتباعها وهي : الفهم الصحيح لطبيعة الاستثمار في الأسواق المالية الاطلاع على المفاهيم الاستثمارية المختلفة، القدرة على قراءة أداء الشركات من خلال ما يتوفر من بيانات ومعلومات مالية، ادارك أن الاستثمار الآمن هو ذلك الذي يتم على المدى الطويل، حيث إنه معروف بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستثمار طويل الأجل في الأسهم يحقق عائدات مالية أكبر من أي وسيلة أخرى، لمن لديه الوقت والقدرة على تحمل بعض من المخاطر هناك أساليب عديدة ووسائل استثمار مختلفة تمكّن الشخص من تحقيق عائدات جيدة على الآجال القصيرة. ومن الأدلة على أن الاستثمار في الأسهم يحقق عائدات عالية على مدى سنوات طويلة ما نراه في نمو مؤشر (داود جونز) الذي يعكس أداء الشركات الأميركية خلال الخمسة وخمسين عاماً الماضية. إن هذا النمو الكبير في قيمة أسهم هذه الشركات لا يضاهيه أي استثمار آخر، سواءً في العقار أم في الذهب أم عن طريق الإيداع في البنوك أم غيرها من وسائل الاستثمار. |
|