|
معاً على الطريق هل يمكن أن أعيّدك ..ربما يجدي بعض الدمع؟ 1 إلى أين ذهبت الصلوات ..كأنها لم تصل إلى السماء ..هل كانت الغيوم سبباً أم السبب نحن الذين لا نتقن الغفران ولا نعرف كيف نحبّ حاراتنا الجليلة ؟ 2 لم يصل العيد إلى روحي ..كانت السواطير تركض خلف الشارع الصاعد في الذاكرة مرّت يده – يد الجندي التي قصّوها بالساطور – بكت دماً وبكى قلبي . 3 مرّ سرب من الأمهات في الحارات الخلفية ..لم يدخلن باب العيد ولم يحملن أقراص السكر ..كن يحملن سلالاً يجمعن فيها أشلاء أبنائهن عن الأرصفة . 4 قد تجمع أمي يد أخي ..وقد تلمّ أضلاعه وتحمل في عبّها رأسه ولكن كيف ستجمع دمه من الغبار وتأخذه إلى البيت ؟ 5 هل تعلّم بحرنا الدرس ؟ بحر ليبيا وبحر النيل وغداً بحر الخليج ,أو لنقل بحر أميركا كلنا شركاء في الدم ,وحده الوطن المذبوح يصرخ ..لو كنا أبناءه حقاً ما كان نهر العاصي يشرب دمنا . وما كان الاستعمار الجديد يرقص على غفلتنا. 6 هل نحن مغفلون ؟ أم غافلون ..؟ نحن لا نتعلم من تجاربنا ولا من تاريخنا المليء بالوجع ..لهذا السبب ,يقولون عنا إننا شعوب متخلفة لا تستحق الحياة ولا تحتاج إلى ثرواتها ,تكفينا الصحراء والجمال وبعض العصي يسوقوننا بها . 7 لا أظن أننا بحاجة إلى كل هذه الدماء لنعرف أننا نذبح وطننا كان يكفي نحيب الأمهات ..وشهقة الأطفال اليتامى ودمعة ذلك الرجل العجوز الذي انتظر ابنه في العيد ولم يأت . 8 وكان يكفي نباح الغرب لنستدل على اللصوص ويكفي دم غزّة والقدس لندرك كذبة الحرية وحقوق الإنسان وديمقراطية أوباما العبد . كأن أوباما لا يسمع صراخ سفن العبيد ولا يرى أرجلهم المربوطة إلى الصواري , أوكأن دماء الهنود الحمرلا تسيل على وجه ابنتيه وعلى شعر زوجته الأشعث فيسيل تاريخ الوحوش الضارية .. واأسفاه نحن الذين نمد أيدينا للقيد ونحن الذين ننحني .ونعطي دمنا للوحوش 9 رأيته على الشاشة ..شابا فتياً يتباهى بتقطيع الأوصال ..لم يتلعثم ..ولم ينس الذين شاركوه الذبح ..الشيخ قال له :هذا حلال وأميركا أيدت الفتوى بدفع المال والسلاح .وأخوتنا العرب هللوا له (ونخّوا) يقبلون قدم أسيادهم الشاب اليافع يتلفت ومن يده تتساقط السواطير والرؤوس والأصابع المقطوعة 10 هل هذا الشاب اليافع القاتل يمثل بعض المثقفين الصامتين ؟ هل يمثل المعارضة الوطنية ؟ هل يمثل الأحزاب التقدمية ؟ وهل هذا الشاب هو الذي سيقود البلاد و أي مشروع سياسي يملك ؟ لماذا إذاً ؟ هذا الصمت وهذا الرماد ؟ 11 آن الأوان لينزل البعض عن( التلّة ) وآن الأوان لنقول :لا للاستعمار الجديد لا لقانون الغاب ..لا لتخريب سورية ولا لشيوخ الفتنة وأمراء الفتنة ..لا للذل . لماذا يرى البعض الدمار والخراب ويلمس المؤامرة بيده وعقله ويظل أخرس. أيعتقدون أن الغرب جمعيات خيرية تدافع عن الشعوب ..لماذا لا يدافعون عن فلسطين إذاً. 12 أفيقوا أيها العرب ..أفيقوا أيها السوريون لا تسلموا تراب سورية الطاهر للأعداء ولا تهدروا الدم السوري ..لقد ملأ المتآمرون قلوبنا غيظاً وحسرة,عليهم ومنهم . ( سئل هتلر عن أسوأ وأحطّ الناس فقال : هم الذين سلموني بلدانهم ) |
|