|
الصفحة الأولى مرورا بتحريض الجيش و القوى المسلحة و الامنية للتشرذم و العصيان و عدم تنفيذ مهامها في حفظ النظام و الامن ، دون أن ننسى لجوءهم الى مجلس الامن الذي لم يسعفهم ، و الجامعة العربية التي سقطت بياناتها التي لفقت باسمها سقطت قبل ان يجف الحبر السري الذي كتبت به بإملاء غربي و قفزا فوق ارادة جزء اساسي من الاعضاء (قرارات الجامعة تفرض الاجماع و تتعطل باعتراض دولة واحدة فكيف اذا كان المعترضون قد لامسوا النصف و بينما لم يبلغ الحاضنون المحرضون على سورية الثلث ) . لقد اسقطت سورية كل محاولات اسقاطها حتى الان و لكن و للاسف سقط عبر ذلك ابرياء من الشعب و رجال من قوى الامن و الجيش، و بعد ان مسك الوضع الداخلي بثبات ،باتت ترسم فيه صور ممجوجة لتشويهه عبر تحرك مسلحين يرهبون هنا او هناك في اعمال متفرقة و خروج عشرات من المضللين يحركهم مضلون يدعون العمل من اجل سورية لكن الحقيقة تظهر لتفضحهم عبر مواقف و تصريحات بعض الوقحين مما يسمون انفسهم معارضة ، او مواقف بعض المستعمرين الجدد الذين يقودون المؤامرة . و بعد ان كان بعض المعارضة المزعومة خرج من على شاشات التلفزة الاسرائيلية ليعقد الالتزامات علانية مع العدو المغتصب للحقوق العربية متعهدا بانه سيعطيه ما يريد من ارض و ثروات و مصالح في سورية اذا وصل الى السلطة، خرج من يقول و باسم المعارضة ايضا ان العلم الاسرائيلي سيرفع في دمشق عندما يرحل النظام القائم ثم يطالب الغرب بالتدخل «لحماية الشعب السوري» و يقصد ايصاله هو الى السلطة ، متناسيا ان الغرب يقتل و لا يحمي و هو عندمااقتحم ليبيا بطائراته منذ 3 اشهر تسبب بقتل 50 الف ليبي وفقا لما اعلنه المجلس الانتقالي الليبي المحتضن غربيا( الرقم تخطى ال 100 الف قتيل و 200 الف مشرد و مفقود) في حين ان رقم ضحايا المؤامرة على سورية حتى الان وفقا لتقديرات الهيئات الدولية الممالئة للغرب لم يتخط ال 2200 ، منهم 900 على الاقل من رجال الامن و القوات المسلحة و الباقي من المدنيين الذين قتل معظمهم بيد الفئات الارهابية . لقد افشلت فصول المؤامرة على سورية تتابعاً بعد ان تصدت لها الاكثرية الشعبية السورية التي اكدت تمسكها بالنظام الذي شرع الباب امام حركة اصلاحية مهمة ينتظر ان تكتمل في شباط المقبل الموعد الذي حدد للانتخابات على اساس التعددية الحزبية في ظل اعلام ينتظمه قانون عصري و نظام اداري يوسع اللامركزية ، و مع هذا الفشل اضحى ما يدور من حراك في الشارع السوري ، عملا لا علاقة له بمصالح الشعب السوري بل يتم خدمة للغرب الذي يتباهى بالانجاز في ليبيا الذي جعله يفاخر بعودة «القيادة الاوروبية» ، قيادة يطمح الاوروبيون لتكريسها في عمل مماثل و يرون في الساحة السورية ميدانا محتملاً لكنهم متيقنون من الصعوبات التي ترتقي الى مستوى استحالة تكرار النجاح فضلا عن استحالة التطبيق اصلا ، لذلك اسقطت اوروبا العجوز العاجزة التحرك العسكري و توجهت لاستعمال ما تعتقد انه سيؤلم سورية الى حد تركيعها فاعتمدت عقوبات اقتصاد ية (خاصة استيراد النفط ) ، مدعية بانها تعاقب النظام من اجل الشعب السوري ، و هنا تكمن الخديعة التي تفضحها الحقائق : يدعي الاتحاد الاوروبي انه فرض االعقوبات من اجل التضييق على الجيش و القوى الامنية التي « تقمع المتظاهرين» طبعا و مع رفضنا للتوصيف الاوروبي للعمل الامني التي تقوم به السلطة في سورية نقول بان القوات المسلحة السورية كما القوى الامنية ليست بحاجة لموارد النفط حتى تتابع مهامها الامنية حتى و لسنوات و هذا ما تعرفه اوروبا . يقول الاوروبيون ان الاقلية يمكن ان تفرض تغيير النظام و انهم سيضغطون اقتصاديا من اجل تمكين هذه الاقلية من الوصول الى مبتغاها ، لانهم لا يرون بأن العمل العسكري ممكن في سورية . و بهذا يكمن التنكر لحقين سوريين اساسيين : الاول حق الاكثرية في القرار وفقا لقواعد الديمقراطية التي يدعي الغرب حرصه عليها ، ثانيا حق النظام الذي تحتضنه الاكثرية و واجبه في حفظ الامن في الدولة و لا يكون الضغط الاقتصادي اذاً من اجل الشعب بأكثريته ، بل من اجل ديكتاتورية يريد الغرب تنصيبها . يقول فيلتمان مدير الفتن الاميركية في الشرق الاوسط السفير الاميركي السابق في لبنان ، بان النظام السوري هو الوحيد الذي يقاتل اسرائيل من كل الانظمة العربية و لهذا يجب ان يرحل ، و الضغط عليه سيستمر حتى يرحل ، و هو بهذا كان اشد وضوحا و وقاحة من السابقين : مصلحة اسرائيل و الغرب هي التي تحرك الاحداث في سورية . و بعد هذا المختصر من بعض مواقف المعبرين عن سياسة الغرب و عطفا على المواقف الاخرى التي تتردد صباح مساء بات يقينا أن لا قيمة لمصلحة الشعب السوري في الميزان الغربي ، وان الغرب الذي عجز عن فعل ما يمكنه من الوصول الى اهدافه عبر مراحل الهجوم التي تمت في الاشهر الخمسة ، يلجأ الى الاقتصاد مدعيا انه يضيق على الحكومة و قواتها المسلحه ، في حين ان رغبته الحقيقية و مفاعيل سلوكه هي التضييق على الشعب السوري الذي يدعي الغرب زورا انه يريد حمايته ( الغرب لا يحمي عربا و لا مسلمين و هي حقيقة ثابتة لا يناقش فيها عاقل) و يتوخى الغرب من ذلك ان يدفع الشعب السوري ضد حكومته فيزيحها ليسلمه البلاد التي ينصب عليها حراسا للمصالح الغربية عملاً باستراتيجية الغرب منذ مطلع القرن العشرين . ان الغرب العاجز في الداخل السوري يعمل من الخارج متكئا على ادوات داخلية ليضغط على الشعب من اجل تحقيق مصالحه الاستعمارية و خدمة اسرائيل ، لكنه يتجاهل ان ظروف سورية تختلف عما يريد ، فسورية المكتفية بنفسها ذاتيا الى حد بعيد، و التي تتشارك بحدود مع دول لن تساهم بمحاصرتها ، و المرتبطة بعلاقات استراتيجية مع دول لن تسمح بتجويع شعبها ، سورية هذه ستكون عصية على العقوبات الاقتصادية كما كانت عصية على العمل الامني و العسكري و الاعلامي ، و سيجد الغرب ان سلاح الاقتصاد و هو الورقة الاخيرة في ملف الهجوم التآمري، سيفشل هو الآخر كما فشل سواه . |
|