تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صورة جماعية لشخص واحد

رسم بالكلمات
الاثنين 1-6-2009
حكمة حسن جمعة

هيَ الصقورُ على أسمائنا تقِفُ

فكلُ حرفٍ لها دربٌ و ينعطفُ‏‏

غفتْ على الحائطِ المنسيّ صورتنا‏‏

و بوحها من زوايا الخوف يُختطفُ‏‏

سَلي ملامحَ وجهي كم أنا تَعِبٌ‏‏

قد يفضَحُ البحرَ ما قد يهمِسُ الصَدفُ‏‏

مَغاوِرٌ .. و كهوفٌ فيَّ معتمةٌ‏‏

تأوي إليها جراحي حينَ تأتلِفُ‏‏

لا وجهَ ألمحُ في المرآةِ يشبهني‏‏

حتّى ملامحهُ بالكادِ تُكتشَفُ‏‏

وجوهنا في مرايا الماءِِ راجِفةٌ‏‏

و ليلنا في شرودِ العينِ ينتصِفُ‏‏

كلُّ الكؤوسِ التي كانتْ لنا امتلأتْ‏‏

بلثمةٍ من شفاهِ البعدِ تُرتَشفُ‏‏

سفائني كلّ سارٍ سارَ في جهةٍ‏‏

و كلّ مجدافِ يأسٍ في المدى وَرِفُ‏‏

و سرتُ أبعدَ مما يشتهي زمنٌ‏‏

في ساعةٍ عقرباها الحزنُ و الأسفُ‏‏

و لم يَصِلْ نصفُ صوتٍ غيرُ زقزقةٍ‏‏

لمفصلٍ كانَ بابُ القلبِ يرتجفُ‏‏

أشياؤنا كم نسيناها على عجلٍ‏‏

إذْ يهربُ العمرُ منّا و اللُّقى صدفُ‏‏

نمضي و من خلفنا آثارُ أخيلةٍ‏‏

إذْ شمسنا في عيونِ الدهرِ تنكسِفُ‏‏

أسماؤنا عطرها المسفوحُ يسرقنا‏‏

كوردةٍ من جحيمِ القلبِ تُقتطفُ‏‏

كم فجَّرَ الأرضَ حبٌّ أعيناً و دماً‏‏

رحيقهُ راحَ للأسرارِ يعترفُ‏‏

كلُّ الحروفِ و قد نخَّتْ على رُكَبٍ‏‏

أبقى هنا واقِفاً وحدي أنا الألِفُ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية