|
ثقافة وذاك يمنح صفة ناقد أو موسيقي أو روائي.. لمن تكون اهتماماته مركزة في اتجاهات مضادة، الشيء الذي يدل دلالة قاطعة على استسهال البعض لعمل الصحفي اليومي، وعدم إدراكهم لدوره الحيوي في عملية إشاعة الوعي المعرفي والثقافي والجمالي. في 16 أيار عام 2009 نشرت إحدى صحفنا المحلية الرسمية لوحة للفنان عنايت عطار ونسبتها بطريقة الخطأ وبخط صريح وواضح إلى الفنان الراحل فاتح المدرس، والجديد في الموضوع أن الخطأ أعيد نشره على مدى يومين متتاليين في 24 و25 آيار حتى أصبحنا على موعد يومي معه. وكالعادة مر الخطأ دون أن يتم تصويبه من أحد وكأننا نتحرك في صحراء ثقافية. وإذا كان كشف هذا الخطأ يتطلب درجة معينة من الخبرة التخصصية والحساسية البصرية المحصورة في نسبة قليلة من الفنانين والمتابعين، فماذا نقول عن الأخطاء التي تتكرر دون أن يلتفت إليها أحد، مع أنها مرتبطة بثقافة تشمل نسبة كبيرة من الجمهور، من أمثلة ذلك الخطأ الذي ورد في مقالة نشرها أحد كتاب الزوايا في إحدى صحفنا الرسمية وقال فيها إن صبري مدلل كان بصدد التلحين لمحمد عبد الوهاب، ولقد مرت المقالة بسلام على كاتبها وسرعان مادخلت في دائرة النسيان، دون أن يرد عليها أحد، مع أنها يمكن أن تصيب آلاف الأميين بالصدمة والاستياء، حتى ولونشرت في صحراء الربع الخالي. فالمشكلة أن بعض العاملين في المجال الصحفي عندنا يمارسون في أحيان كثيرة الكتابة اليومية المتسرعة، دون أدنى شعور بالمسؤولية، ودون أن يكلفوا أنفسهم عناء المتابعة والتواصل والقراءة. مع أن العمل الصحفي اليومي يحتاج على الأقل إلى حد أدنى من المتابعة والتصنيف والتوثيق والعودة في كل مرة إلى أكثر من مصدر في خطوات التأكد من المعلومة قبل نشرها، وذلك لأن الصحيفة موجهة لآلاف وربما لملايين من القراء ،كونها تؤرشف في مجلدات وتصبح بمثابة مراجع أو مصادر في العديد من المكتبات الكبرى العامة والخاصة. |
|