تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أحمديازجي..في جديده..تنقيبات لونية في مساحة الأجساد

ثقافة
الاثنين1-6-2009م
أديب مخزوم

يبتعد الفنان أحمد يازجي في معرضه الجديد بصالة الشعب عن المناخ التلويني الشفاف الذي ميّز معارضه الأولى التي اعقبت عودته من فرنسا في نهاية ثمانينات القرن الماضي،

ليستخدم في مجمل أعماله الجديدة تقنية الرسم بألوان الإكريليك على سطوح ورقية وقماشية وخشبية، ورغم ذلك لا يزال يتواصل مع مواضيعه السابقة، والتي تتمحور حول إيقاعات الجسد العاري بكل تجلياته وحركاته التعبيرية والجمالية.‏‏

فقد ظهر المنظور البانورامي العاشق لتجليات ورؤى أحلام عالم المرأة العارية كعنصر مشترك في مختلف مراحله الفنية، فهو في مغامرة مستمرة يبحث عن التنويع عبر التوغل بكشف تقنيات التصوير المختلفة والتي يعكس من خلالها تحولات اشكاله الإنسانية والعلاقات القائمة بينها وبين الإحساس عبر التجربة والإطلاع والممارسة.‏‏

هكذا نجده يتحول نحو تجليات جديدة مع انعطافاته وتحولاته التقنية وهذه التجليات نجد ملامحها بشكل واضح عبر اللمسات الخطية السريعة التي تحدد عناصر الأجساد، وتمنح السطح التصويري حوارية حاضرة في معظم الأحيان بكثير من التضاد بين ألوان مضيئة وأخرى معتمة، الشيء الذي يعمل على تصعيد حوارية الإيقاع البصري داخل المدى الذي تراه العين في إطار اللوحة.‏‏

وهذا التحول التقني والتشكيلي يظهر بعض الفروقات بين لوحة الأمس ولوحة اليوم، فهو في هذه المرحلة يرسم الأجساد ويضفي المزيد من الاختصار والاختزال والحركة من أجل الوصول إلى لوحة أكثر حداثة وانفلاتاً من مفاهيم الرسم الواقعي والتقليدي، حيث يجسد الوجوه بلا ملامح، والجسد الأنثوي يتحول من حالة إلى أخرى في ظل الاقتراب والابتعاد عن الواقع.‏‏

فالمرأة وحيدة أو محاطة بجماعتها تبدو بمثابة المحور الذي يدور في فلكه بدءاً بمائياته السابقة التي تتولد من خلال إضفاء إضاءات متدفقة للنور على سطح اللوحة، ووصولاً إلى لوحاته الجديدة المشغولة بألوان الإكريليك، والمتميزة أحياناً بقياساتها الكبيرة وبخطوطها المرنة والسريعة.‏‏

وما هو لافت ذلك الحضور القوي للألوان العفوية، والتي تأتي من خلال اللمسات والحركات والالتفافات والضربات العريضة أحياناً لتزيد من أجواء الحرية والتلقائية في فراغ السطح التصويري.‏‏

أحمد يازجي فنان حالم فيما ينجز من لوحات ومواضيع ومن القلائل الذين عرفوا استخدام الألوان المائية في لوحات كثيرة قدمها في مراحل سابقة وهو من مواليد دمشق عام 1959، درس الفن في محترفات كلية الفنون الجميلة، وتابع تخصصه في المدرسة الوطنية العليا للفنون في باريس (خريج عام 1989) وخلال تواجده في فرنسا أقام معرضاً في مدينة الهافر عام 1986 واتبعه بمعرض مشترك أقامه في باريس وهو يعمل في التدريس الفني في كلية الفنون ولقد شغل منصب رئيس قسم الإتصالات البصرية عام 2001، وأقام عدة معارض فردية، إلى جانب معارضه الجماعية، كما يعمل في التدريس الفني بالجامعة الخاصة للعلوم والتكنولوجيا في دمشق منذ عام 2007، إضافة لعمله في مجال التصميم الغرافيكي.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية