|
البقعة الساخنة من خلال الاستجابة للمطالب الشعبية في تحسين واقع الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ومن خلال توفير مناخ أوسع لممارسة الحريات الأساسية بإصدار حزمة من القوانين والتشريعات التي ترسخ مزيداً من الحريات السياسية والإعلامية والحزبية والتي تحسن ظروف العمل وتعزز مبادئ العدالة الاجتماعية. وقد كان لحزمة القوانين الصادرة تباعاً كبير الأثر في تراجع بل في توقف الاحتجاجات في بعض المناطق، وهنا بدأت تظهر مجموعات مسلحة خارجة على القانون ومتسلحة بخطاب ديني متطرف له خلفيات معروفة وقد خبرها السوريون جيداً في مطلع ثمانينات القرن الماضي. ومع ظهور هذه المجموعات بدأت أعمال القتل والتمثيل والحرق والتدمير والاعتداء على المؤسسات العامة، وهذه ثقافة تعرف عليها السوريون أيضاً في مطلع الثمانينات ودفعوا أثماناً كبيرة مقابل رفضهم ومقاومتهم لها. اليوم تشهد سورية نسخة مطورة مما كانت رفضته قبل ثلاثين عاماً، وإن استهداف القطارات والحافلات والمؤسسات وخطوط النفط و الغاز والطرق أكبر دليل على ذلك، غير أن الجديد في النسخة المطورة إطلاق دعوات التكفير والتحريض الطائفي، وإقامة الامارات الإسلامية المزعومة هنا وهناك، وتورط بعض العواصم العربية الشقيقة بدعم هذه المجموعات تمويلاً وتسخيراً لقنوات إعلامية لإصدار الفتاوى التكفيرية وبث الفتنة، ثم لتنتقل للعب أدوار خطيرة أخرى تحولت خلالها إلى غرف عمليات حقيقية تخطط للمسلحين التكفيريين وتوجههم. التحريض السياسي والإعلامي، التمويل والتنسيق وتسهيل الاتصالات مع الأطراف الخارجية، حركة السفراء على الأرض، السعي المحموم باتجاه مجلس الأمن الدولي وباتجاه مجلس حقوق الإنسان، الاعترافات التي أدلى بها الإرهابيون، وهناك خيوط وخيوط لم يتم الكشف عنها بعد... كل ذلك جعل الحقائق واضحة وضوح الشمس في نهار صيفي، فالأمر لم يعد يتصل بالاصلاح ولا بالمطالب الشعبية فهناك استهداف قذر وهناك أطراف معروفة تعمل عليه. من هذا المنطلق، ومن إدراك هذه العناصر والتفاصيل التي لا يتسع المجال لذكرها يتسع صدر السوريين للاستماع والإفادة من كل تجربة ونصيحة تصدر عن الأشقاء والأصدقاء الحريصين على سورية، غير أن السوريين، كل السوريين يرفضون أي محاولة تنظير خارجية خاصة ممن لا يمتلكون أي تجربة ديمقراطية أو برلمانية وممن ينزعون عن شعبهم أبسط حقوقه حتى في قيادة السيارة أو بمشاركة النساء في الاقتراع بانتخابات المجالس المحلية!!. ليوفر هؤلاء نصائحهم ومبادراتهم، وليهتموا بقضاياهم، وليدفعوا التهمة عن أنفسهم وليوقفوا ضخ الأموال والسلاح وقنواتهم التحريضية وسورية بألف خير. وإذا كان هناك من حريص لديه كلمة باتجاه تشجيع الحوار والحل السياسي ودعم خطوات الإصلاح فيمكنه قولها، وإلا فما من أحد يطالبه بشيء ولا أحد يرميه بكلمة سوء أو يوجه له اتهاماً بالتخوين على مبدأ : لا تخونوا فإن أحداً لن يخونكم. |
|