|
مجتــمـــــع يعرف كل فرد فيها مسؤولياته تجاه مجتمعه ومحيطه.. ومن هذا المنطلق وتحت مسمى«الباص البيئي المتنقل» تضافرت جهود مجموعةمن الخبراء والمختصين في هذا المجال وبجهود محلية ودولية بالتوجه نحو الأطفال خصوصاً والمجتمع عموماً... لنشر الثقافة البيئية ورفع مستوى الوعي البيئي عبر إرشادهم بطريقة مشوقة ومثيرة تجاه البيئة السورية الغنية بالظواهر الطبيعية الفريدة. بداية الفكرة في حوار مع الدكتور دارم الطباع المشرف على المشروع بيّن أن الفكرة أتت من صيغة الكتاب.. فقد أردنا توظيف موضوع التربية البيئية ليكون أكثر تشويقاً للأطفال عبر استخدام وسائل مجسمة ولوحات إيضاحية بطريقة حديثة ومبتكرة.. وبطاقات مدون عليها معلومات جميلة ومفيدة... تجذت اهتمام وانتباه الطفل و تحفزه للمتابعة،وقد اعتمدنا مبدأ التشاركية بين مكونات الباص في الطرف الأول... والأطفال في الطرف الثاني. وبدأت أولى خطوات المشروع باتفاق تم بين وزارة التربية ومشروع سبانات الذي تم تحويله من الهيئة الدولية للمنح الصغيرة.. بمنحة قيمتها 150 ألف دولار و100ألف دولار منحة محلية لشراء الباص وتم إعداده وتجهيزه بجميع المستلزمات التي تؤدي في النهاية إلى تفعيل وتنفيذ كل الأهداف التي يسعى إليها إنشاء(الباص البيئي المتنقل). أقسام تعليمية هادفة ومسلية يتكون الباص من 3 أقسام أو لعبة تفاعلية تبدأ بقصة تمتد من العصور الآشورية عندما بدأ الإنسان باستخدام الحيوان وتدجينه وهي قصة(أونيغر) الحيوان الذي يملك صفات مشتركة بين الحصان والحمار... هذا الحيوان يرافق الطفل في المعرض البيئي داخل الباص ويشرح لهم مكونات الباص وأقسامه،حيث يتألف القسم الأول من أربع ألعاب تهتم بحواس الحيوانات كالسمع والبصر والشم واللمس والهدف منها تعريف الطفل بأهمية الحواس وكون هذه الحواس متماثلة عند الإنسان والحيوان وتكون عند الحيوان أحياناً معقدة وبالغة الأهمية أكثر من الإنسان لأن حياته كلها تتوقف على حاسة معينة. أما القسم الثاني فيتعلق باستخدامات الإنسان للحيوان في الزراعة والتنقل والبيئة عموماً وجميع الاستخدامات الأخرى وأهميتها ودورها في التطور الإنساني. أما القسم الأخير فهو عبارة عن مواضيع تخص البيئة السورية وأنواعها، والنظم البيئية السورية والتنوع الحيوي والحيوانات المهددة بالانقراض. ألعاب تفاعلية تشاركية ويشير الدكتور دارم إلى أن كافة المشكلات والقضايا التي تطرح أمام الأطفال تعتمد على أساس التشارك في مناقشة المشكلة وإيجاد الحل الأمثل لها مثل المشكلات البيئية التي وضعنا للأطفال ميزاناً، يوضع بإحدى كفتيه مكعب أحمر يمثل المشكلة البيئية وفي الكفة الأخرى يضع الطفل مكعباً أخضر حل هذه المشكلة إذا توازنت الكفتان فهذا يعني أن الطفل اختار الحل الصحيح وإلا فعليه أن يبدل المكعب... بحل آخر أفضل. وهناك الهرم الغذائي حيث يقوم الطفل بتربيته حتى يصل إلى مستويات للطاقة وهي عبارة عن مكعبات بسيطة وهناك أيضاً شاشات اللمس: يقوم الطفل بلمسها فيتعرف من خلالها على حيوانات البيئة وهل هو منقرض أو مهدد بالانقراض وهل هو متكاثر بشكل كبير ويتعرف إذا كان محلياً أو غير محلي. وطبعاً هذه عملية تعليمية يستمد الطفل فيها المعلومات من خلال اللعب. خطط مستقبلية ويتابع الدكتور مشرف المشروع: لدينا برنامج كبير جداً يهتم بالتوعية البيئية يبدأ بأنشطة تنصب في المجال التشاركي.... ليكون الطفل فيه الطرف الفاعل والمنفعل بالوقت ذاته...إضافة إلى مجموعة من القصص والقصائد والمسرحيات البيئية التي يراد منها نقل المفاهيم والقيم البيئية وتغيير السلوكيات الخاطئة المتبعة في الحياة اليومية والسلوكية التي تسيء للطبيعة والحيوانات، فللمشروع أهداف كثيرة ومن أهدافه حث الطلاب وتحفيزهم على الاستكشاف ليصبحوا على دراية بعالمهم السوري الفني والثري بمكونات البيئة الطبيعية الحيوية المتنوعة. وتنمية السلوك المسؤول تجاه الحيوانات والبيئة من خلال إدراك حاجات الحيوانات ومعاملتها باهتمام وتوجيههم للاهتمام بالظواهر المثيرة والتي تستحق الدراسة والتمحيص والعناية بالبيئة بجميع أشكالها وظواهرها لأنها حقاً تستحق العناية والاحترام وتنمية المواقف الإيجابية تجاهها. |
|