تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حذر من مخاطر الاصطفاف وراء السياسة الأميركية.. الصحفي الفرنسي كورفيز: على جوبيه ألاّ يستمر بحملة الأكاذيب ضد سورية

دراسات
الخميس 15-9-2011
ترجمة :مها محفوض محمد

بعد زيارته الى سورية واطلاعه على واقع مايجري كتب الصحفي الان كورفيز وردا على تصريح الان جوبيه أثناء زيارته الى روسيا بأن سورية ترتكب جرائم ضد الانسانية ..يقول كورفيز:

ان جوبيه يردد ادعاءات أعضاء من جمعيات حقوق الانسان في واشنطن وقبل اطلاق مثل هذه التصريحات الخطيرة كان على جوبيه أن يستعلم جيدا فلديه ادارات مختصة تستطيع أن تعلمه بالحقيقة ان كان فعلا حماية الشعب السوري وليس الاستمرار في حملة الأكاذيب .‏

اننا لا نستطيع فهم أو تفسير هذا التحول في الدبلوماسية الفرنسية التي استقبلت الرئيس الأسد في 14تموز 2010 في ذكرى الثورة الفرنسية بكثير من الحفاوة, ولايمكن تبرير هذا الانقلاب الا بأنه أمر صادر عن واشنطن تم تبليغه رسميا لباريس بالكف عن مسار السير في خط الصداقة الفرنسية السورية ذات العمق  التاريخي والجيوسياسي .‏

أما الصحافة العربية والغربية التي تعمل لدى أسيادها الأمريكيين مافتأت تكرر التصريحات ذاتها لمجموعات تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وتعمل جاهدة تحت اشراف مؤسسات متخصصة بالتزييف الاعلامي وتشويه الحقائق.‏

هذه الزمر متمركزة في لندن وباريس وواشنطن كذلك في عمان مهمتها نقل الأكاذيب حول الوضع في سورية والحقيقة هي أن الجرائم ضد الانسانية في سورية ترتكبها عصابات ارهابية منظمة مسلحة مدعومة من الخارج هدفها اسقاط النظام فهي تهاجم مراكز الشرطة وقوات حفظ النظام لاستجرارهم الى القمع وبذلك تجد هذه العصابات مبررا لتحركاتها.‏

هؤلاء لديهم خطة مدروسة بشكل دقيق فهم يحاصرون أفرادا أو مجموعات صغيرة يختطفونها ويذبحون ضحاياهم بطريقة وحشية ,هذا ماشرحه لنا الجنود الجرحى ممن التقيناهم في مشفى تشرين العسكري الذين نجوا وكانت أغلب اصاباتهم خطيرة فمنهم من بترت ساقه ومنهم من فقئت عينه, لقد رووا لنا كيف تم ايقاعهم في كمائن نصبت لهم لقتلهم بشكل مريع .‏

طبعا ومن دون شك يمكننا القول انه كان على النظام في سورية الا ينتظر هذه المظاهرات التي أصبحت مسموحة عندما يرخص لها وتنظم حسب الأصول لكن علينا أن نعترف بأن الرئيس بشار الأسد ومنذ مجيئه للحكم كان قد بدأ ببعض الاصلاحات الا أن الوقت لم يكن لصالحه للعمل بهدوء فالتوتر العالمي لعب دورا كبيرا في هذا الشأن وفرنسا التي كانت علاقاتها على مايرام مع سورية منذ العام 2007 وجدت أن دمشق شريك حقيقي في سياساتها العربية فلماذا تنضم الان الى جوقة الكذابين الذين يريدون قلب نظام عربي رسمي صادق يحترم كل الأقليات ويدير ثرواته الوطنية بشكل متوازن بحيث لا نجد حياة بائسة في سورية .‏

ترى هل مايحدث الان هو بسبب الموقف السوري الداعم للقضية الفلسطينية ضد اسرائيل؟ أم لان هذا البلد استقبل وكرم حوالي مليون ونصف لاجئ عراقي؟ أم انه بسبب علاقاته مع ايران وهي علاقات أساسية للمنطقة ؟وكل ذلك ليس بجديد ..‏

ان النظام في سورية لايطلق النار على شعبه بل يتحمل مسؤولياته كدولة تحافظ على أمنها وهذا مايحدث في أغلب الأحيان بشكل طبيعي الا أن الذين لديهم مصلحة بأن تسوء الأمور وتتحول الى مجابهة عنيفة يستفزون قوات حفظ النظام باستخدامهم الأسلحة الحربية.‏

ان السوريين الذين التقيناهم يريدون العيش بأمان ورخاء مع جميع مكونات الشعب السوري وكان الأكثر جرأة بينهم في هذا التصريح هم من المسيحيين الذين يخشون أن يحدث لبلادهم ما حدث للعراق وهم مدركون أنهم يعيشون في وضع يحسدون عليه فسورية هي اخر بلد عربي يعيش الاستقرار والصداقة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين بعكس ما حصل في مصر مبارك.‏

ان السيد لافروف وزير الخارجية الروسي لم يرض بتصريح جوبيه واتهمه ضمنا بأنه يصب الزيت على النار في سورية وهذا أمر خطير أيضا أشار الى أن اولئك الذين يدعمون المعارضين للاصلاحات هدفهم ليس بناء الديموقراطية بل تضخيم الأزمة.‏

ويتابع كورفيز: ياسيد جوبيه لايحق لك أن تتكلم عن جرائم ضد الانسانية لأنك بذلك لا تدافع عن الشعب السوري بل تدخل في مخطط أمريكي لزرع الفوضى في سورية وبالتالي لمساعدة اسرائيل على فرض نفسها بشكل أسهل في منطقة احتلتها .‏

على أية حال لابد أن يأتي يوم تنتهي فيه هذه الأكاذيب والتزييف الاعلامي الكبير.‏

صحيح أن السيطرة الأمريكية على العالم هي أمر واقع لكننا يوما بعد يوم نرى ازدياد القلق الروسي والصيني وغيرهم من الدول اذ لم يعد بامكان هؤلاء تحمل هذا التطاول خاصة في أماكن نفوذهم الطبيعية وهذا ما رأيناه في اب 2008 عندما انتفضت موسكو أمام عنجهية جورجيا والتي كانت تقف أمريكا وراءها .‏

فروسيا لن تترك سورية تواجه المصير اللبيي لأن سورية تعني الكثير لروسيا .‏

وفرنسا,هل قررت بشكل قطعي ونهائي الاصطفاف وراء السياسة الأمريكية متخذة لنفسها دور التابع ومتخلية عن سياستها التقليدية المستقلة في قراراتها ؟..‏

يبدو أن تصريحات جوبيه ذاهبة بهذا الاتجاه وقد باتت سياستنا الخارجية أداة نقل للرؤيا الأمريكية في العالم ,فهل يرضى الفرنسيون التخلي عن سياسة صنعت لهم مكانتهم في العالم ..‏

هذه السياسة المستقلة التي كان همها الدفاع عن حقوق الشعوب وتقرير مصيرهم ,ان الانتخابات الرئاسية للعام 2012 ستجيبنا على ذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية