|
دراسات ويشير الكتاب إلى الدور الذي يؤديه اللوبي الصهيوني في الحياة السياسية الخارجية للولايات المتحدة الأميركية . فهو لوبي منظم قوي وقادر على السيطرة على الإدارات الأميركية المتعاقبة ، ليس هذا وحسب ، بل هو ضاغط أيضاً ومسيطر على النواحي الأخرى ، كما أنه لاعب حقيقي في رسم سياسة الولايات المتحدة الخارجية ، وخاصة تلك المتعلقة بالوطن العربي وقضيته الأولى فلسطين ، وقد أصبح هذا اللوبي كالسرطان الذي لا براء منه في الجسد الأميركي فهو طفيلي وقاتل للذين لا يتجاوبون معه ، ينمو على مصالح الآخرين ويسخر إمكاناتهم لمصلحته ومصلحة الكيان الصهيوني ، وهو سابح غير معروف، مسجل في الولايات المتحدة كلوبي ، ولكنه لا يستطيع أن يسجل نفسه كوكيل لقوة أو دولة أجنبية . فقادة اللوبي الصهيوني يتلقون أوامرهم من الكيان الصهيوني الغاصب ، ويقومون بدور المحرك للسياسة الصهيونية لتصبح أخيراً سياسة أميركية .ويسلط الكتاب الضوء على الجوانب المختلفة لقوة هذا الأخطبوط وتأثيره النافذ والمتمكن والذكي والمنظم والصبور واللجوج في الوصول إلى أهدافه ، وهي تسخير إمكانيات أكبر دولة في العالم لمصلحة أمن الكيان وقوته وبقائه كدولة عظمى في المنطقة. ويؤكد الكتاب أن اللوبي يسعى إلى صياغة العناصر الجوهرية لسياسة الولايات المتحدة الخاصة بالمنطقة العربية، وبوجه خاص ما يتعلق بالصراع العربي - الصهيوني ، ويعمل بنجاح لإقناع الزعماء الأميركيين بدعم سياسة العدوان والذل التي يتبعها الكيان الصهيوني في المنطقة ، وهم إيران والعراق وسورية. وفي ثنايا الكتاب نقرأ أن الذي يميز اللوبي الصهيوني هو فاعليته غير المحددة إذ إنك تشعر بأنه دولة ضمن دولة ، ويمارس اللوبي استراتيجيتين واسعتين لتعزيز الدعم الأميركي للكيان: الأولى ، إنه يمارس نفوذاً قوياً لا مثيل له في واشنطن ، بالضغط على كل من الكونغرس والفرع التنفيذي لدعم الكيان دائماً . ومهما تكن الآراء الخاصة لأحد صناع القانون أو صناع السياسة، يحاول اللوبي أن يجعل دعم الكيان هو الخيار السياسي الأذكى والوحيد لدى الساسة الأميركان . والاستراتيجية الثانية ،هي أن اللوبي يكافح من أجل ضمان الخطاب العام بشأن الكيان وإظهار صورته على نحو إيجابي ، بترديد الأساطير عن الكيان وتأسيسه وتعميم الوجهة الصهيونية في النقاشات السياسية التي تجري كل يوم ، والهدف هو منع التعليقات الانتقادية للكيان من الحصول على إصغاء معقول على الساحة السياسية الأميركية والعالمية فالسيطرة على النقاش والتحكم فيه أمر ضروري لضمان الدعم الأميركي للكيان، لأن المناقشة النزيهة للعلاقات الأميركية الصهيونية قد تؤدي بالأميركيين إلى تفصيل سياسة مختلفة ، ولكن إذا كان الأمر متعلقاً بالكيان يجب على الجميع الصمت والالتزام بما يفرضه اللوبي الصهيوني وإلا ...!ولا يكاد يكون هنالك نقاش سلبي أبداً عنه.ويقوم الكتاب برصد أفعال كل من الإدارة الأميركية واللوبي الصهيوني وأقوالهما وممارساتهما وتتبعها ،ويحاول توثيق الإجراءات والممارسات التي تقوم بها جهات اللوبي المتعددة التي استطاعت إنشاء منظمات وجمعيات تنظيم أمور اللوبي في أقوى دولة في العالم ، حيث تنبأ بقوتهامستقبلاً في ظل أفول الاستعمار القديم ( فرنسا - بريطانيا )،وقد تم تسليط الضوءعلى هذا الموضوع نظراً لقوة اللوبي الصهيوني المسيطر على السياسة الأميركية الخارجية ، خصوصاً فيما يتعلق بموضوع الكيان الصهيوني . وتم التركيز في الكتاب على قدرة اللوبي الصهيوني في صناعة الحرب على الآخرين ، فقوة اللوبي أنجزت العديد من الحروب التي قامت بها الولايات المتحدة لصالح (الكيان الصهيوني ) والتي كان آخرها وأهمها الحرب على العراق واحتلال بغداد عام 2003 . |
|