|
دراسات وكيانه العنصري الاستيطاني فقط. إذ بات واضحاً أن السياسات الأمرو أوروبية ليس لها أي انطلاق من المصالح القومية لهذه الدول بمقدار ماتنطلق من المصالح الصهيونية في إنجاز قضم الأراضي العربية المحتلة ومن ثم تهويدها وفرض (الدولة اليهودية) مقابل الربيع العربي الذي يقدم الجانب الحقوقي والإنساني للفرد العربي من داخل منظومة النظام الرسمي العربي على متطلبات الصراع العربي ضد الصهيونية وكيانها، فكأن الذي يتكفل للعربي بتحقيق حريته وفرضها على النظام الرسمي العربي يستأهل بالمقابل أن يستحوذ على الأراضي العربية المحتلة، وتهويدها وجعل «إسرائيل» المركز الإقليمي الأكبر بعد أن يكون الربيع العربي من أجل الحرية قد أجهز على الدولة الوطنية العربية ولو كانت قد تشكلت من سايكس بيكو، وحول أقطارها الحاضرة إلى كانتونات طائفية وقبلية لايمكن لها أن تعيش من دون مساعدة المركز الإقليمي الأقوى «إسرائيل» اليهودية كيان العنصرية. وفي المسألة الثانية نجد أن العرب اليوم المنهمكين بالربيع المزعوم الذي قد لايتمكن من إعادة إنتاج الدولة والمرشح الأكبر هو المزيد من الانقسام الوطني والتقاسم على قاعدة ضياع الوحدة الداخلية والتوحد الوطني والجغرافي نجدهم جادين في جعل الجامعة العربية تعمل خارج أهدافها العروبية التحررية والتوحيدية لتدخل في سياسات تؤدي إلى نسف منظومة العمل العربي المشترك وجعل الجامعة أداة التحرك ضد الأمة بدل أن تكون جامعتها وبيتها الجامع. وفي السياق تتداخل المشارب، وتختلط التوجهات ولكن الشيء الأبرز في المسألة الثالثة هو أن الخروج من منظومة الأمة ومشروعها التحرري والتوحيدي صار الميزة الأهم في السياسة العربية الراهنة، وبهذا الخصوص نرى عرب التعاون الخليجي ليس لهم عناية بمخططات «إسرائيل» في إدامة حصار غزة، ولابمشاريعها التهويدية، ولابمقاومتها لإعلان دولة فلسطين في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة ويبقى لديهم أهم من كل ذلك هو ممارسة العنف في سورية على المحتجين، ووجوب أن يخرج الجيش ولو تدمّر الاستقرار الداخلي في أي مدينة سورية ولو فقد الناس أسباب معاشهم المهم أن يبتعد الجيش وقوى حفظ النظام حتى يكون الجو مؤاتياً أمام الذين أوفدوهم بغرض تدمير الدولة ، هذا هو المطلوب عربياً وللدول المتمسكة بالحقوق التاريخية ، ونهج المقاومة فالربيع سيأتي بالحرية لأميركا و«إسرائيل» والأوروبيين لكي يجددوا استعمارهم للبلدان العربية وليتم الإفراج عن المشروع اليهودي المحاصر على أرض فلسطين المحتلة والأراضي العربية الأخرى . والمسألة الرابعة أن هذا الخلط المقصود بين متلازمات العمل العربي والكفاح ضد الصهيونية، توسيع الآفاق الدستورية والديمقراطية في الدولة العربية القطرية ومن ثم تغليب المهام الدستورية والديمقراطية حتى تتشرذم الدول العربية ، وتصبح قضية احتلال «إسرائيل» للأراضي العربية قضية مؤجلاً النضال من أجلها نظراً للانشغال العربي بغيرها، وعلى هذا الأساس تصبح المسألة الخامسة متجددة بالوعي العربي لأولويات التحدي والمهام المستوجبة ، ونحن هنا لانسوغ ترك الفضاء الديمقراطي المطلوب حتى إنجاز مهام الصراع ضد «إسرائيل» لكن على الأقل ننبّه من سياسات التحايل علينا وتوسيع الفرصة أمام إسرائيل كما مازال يحدث منذ قيامها. وعليه فالحوار الوطني الذي انطلقت عجلته في المحافظات السورية لابد أن يشكلّ مناخ التحديد المهم في الدولة والمجتمع، وتشكيلة الحياة السياسية والديمقراطية في بلدنا والسياسة الآن ليست بتغليب مصالح الخارج على مصالح الداخل العربي وليست بتدمير الدولة وإدخال العرب في دوامة الحروب الطائفية، وليس بعدم التفريق بين تحديات الخارج الذي لايريد لنا أي منهج في الديمقراطية الحقيقية لكونه سيكون سبيلنا إلى تحرير الأراضي العربية ، وسبيلنا إلى اختيار إرادة المقاومة ، والتمسك بالحقوق، ومن الطبيعي أن الديمقراطية في تطبيقها الصحيح سوف تؤدي إلى مساءلة عرب أميركا وإسرائيل عما فعلوه في التفريط بالقرار العربي خدمة للقرار الأمروصهيوني منذ احتلال العراق حتى اليوم. لم يعد في عقل المواطن العربي أي متسع للوهم بأن الذي يساند «إسرائيل» في احتلالها وتهويدها، وحروبها العدوانية على عرب المواجهة هو الحريص على حرية المواطن العربي، وحقوقه الديمقراطية، فالحريص على حرية «إسرائيل» كيف سيكون حريصاً على حرية العرب الذين يريدون التحرر من احتلال «إسرائيل»؟! ومن هذا المنطلق يصبح الحوار الوطني أهم سياسة لنا اليوم لكي نراجع المواقف الوطنية والقومية المطلوبة، ومن ثم لكي نعرف ماذا يريدون لنا، وماذا يجب علينا أن نفعل لكي نبقى معاً في وطن نستهدف به جميعنا، ولم تعد الحرية من عندهم، وهم الذين يغتصبونها فإلى الحوار، ومنه نحو سورية النموذج كما يحلم الجميع... |
|