|
|
معاً على الطريق ويتكلم على الهاتف(مخابرات) وبجانبه راديو(موسيقا) وظل مخبوءاً في ذاكرتي حتى أعلن عن مشروع قانون الصحافة. إن أهم ما في الإعلام حرية الرأي فيكون الكاتب مسؤولاً أمام ضميره وقرائه عن رأيه وموقفه سواء أكان(نقداً) أم(تأييداً) لا مسؤولاً أمام المعنيين وإلا كان مجرد موظف عادي. الكاتب والصحفي يستلهم مادته من الناس الذين يعيش بينهم ، وإذا كان لدى المسؤولين رغبة في التطوير فلتكن محاربة البيروقراطية في العمل الإعلامي ومحاربة الواسطة في الاستكتاب والتعيين ليكون الإعلام أرفع شأناً ومتابعاً بشغف من جمهوره. في التسعينيات كنت في واشنطن فشاهدت خبراً على إحدى محطات التلفزيون عن مظاهرات صاخبة في الصين سموها انتفاضة (Intifada) فأدهشني كيف استعاروها من انتفاضة أطفال الحجارة في فلسطين الذين قضوا مضاجع الكيان الإسرائيلي وسببوا له الخسائر الفادحة فلم يجد حلاً للخلاص منها إلا باستدراج عرفات إلى معاهدة(أوسلو) ليفرضوا عليه الإقامة الجبرية في (رام الله) التي أودت بحياته. ليس في العالم كله إعلام غير موجه لكن الفرق بين أسلوبي التوجيه (بيننا وبينهم) كالفرق بين رجلين يقول أحدهما لابنه: اذهب إلى السوق واشتر لنا كيلو بندورة انتقيها واحدة واحدة وأسرع وإلا كسرت رجلك، والآخر يقول: اذهب حبيبي إلى السوق واشتر لنا بندورة. الإعلام الأميركي يورد الخبر الأول عن حادثة مروعة ليشد الجمهور، يليه أخبار الرئيس وكان لا يورد خبراً عن الاتحاد السوفييتي إلا إذا كان سلبياً حتى صار غورباتشوف رئيساً وأعلن عن تطبيق( إعادة البناء- البيروسترويكا) فأصبحت أخباره تتصدر المحطات التلفزيونية. إن تاريخ الصحافة السورية عريق يبدأ من منتصف القرن التاسع عشر، وفي المرحلة ما بين عامي 1918-1920 أثناء الحكم العربي صدر أربع وخمسون دورية، وفي عهد الانتداب الفرنسي(1920-1946) صدرت 183 دورية منها 114 في دمشق، أما بعد الاستقلال فقد حدد المرسوم التشريعي رقم 50 الصادر بتاريخ 17/10/1946 بأن تصدر الصحف السياسية بمعدل صحيفة واحدة لكل 50 ألف شخص، ولا ننسى أن نسبة الأمية في المراحل المتقدمة كانت مرتفعة ثم انخفضت تدريجياً مع تطور التعليم. دخل شاعر على أمير وجعله متألقاً واهباً الخير والمطر، فقال الأمير : يا غلام أعطوه عشرة دنانير ففرح الشاعر والتمعت عيناه، قال الأمير: أراك فرحت، يا غلام اجعلوها عشرين، ومازال الشاعر يزداد فرحاً والأمير يزيد في الجائزة حتى بلغت المئة، ذهب الشاعر ليقبض الجائزة فلم يعطوه شيئا،ً عاد إلى الأمير يشكوه، فقال له: ياهذا أفرحتنا بكلام فأفرحناك بكلام مثله أما أن يكون كلامك بدنانير فهذه والله قسمة(ضيزى). إن الاستكتاب الذي يدفع للكتاب ضئيل ومحدود بالقياس إلى الدول المجاورة، كأنه عندنا(كلام بكلام). |
|
