|
أبجد هوز فإذا اعتبرناها فشة خلق فهذا يعني أننا بسطناها كثيراً بعكس التحضيرات التي جرت لها والأهداف المرجوة منها.. وإذا اعتبرناها (حوارات) فهذا يعني أننا عمقناها كثيراً وتوصلنا من خلالها إلى رؤى موحدة وقرارات لمعالجة المشكلات والقضايا التي ساهمت في حصول الأزمة ومن ثم كيفية الخروج منها.. وهذا لم يحصل! في الحقيقة يمكن أن نطلق عليها لقاءات وطنية كونها تضم ممثلين عن الأحزاب السياسية القائمة وعن المستقلين وأيضاً عن جزء من المعارضة الوطنية في الداخل .. وهذه اللقاءات التي يتحدث فيها المشارك بكل حرية ويطرح فيها ما يشاء طرحه تمهد لمؤتمر الحوار الوطني السوري الذي ينعقد في العاصمة دمشق بعد انتهاء تلك اللقاءات بأسابيع قليلة ،ويجب أن يتم في هذا المؤتمر الذي يفترض أن يشارك فيه كل من يحب سورية الموحدة والقوية، حتى من المعارضين في الداخل، اتخاذ قرارات من شأنها إنهاء الأزمة ومعالجة أسبابها ونتائجها من جميع الجوانب، وتسريع وتائر الإصلاحات التي ستنقل بلدنا إلى بلد ديمقراطي تعددي حر أكثر قوة من ذي قبل وأكثر لحمة وطنية بين أبنائه بعكس ما يتمناه الأعداء له! وهنا أقول إن مجتمعنا السوري بحاجة ماسة لنشر ثقافة الحوار المثالي بين أبنائه وهذه الثقافة لا تأتي إلا بالمزيد من الحوارات ليس في هذه الأزمة وحسب إنما في كل الأوقات وصولاً إلى تحقيق الأهداف التي نطمح إليها.. والحوار المثالي الذي نقصد هو الحوار الذي نحترم فيه كل الآراء والحوار الذي يعتمد المنطق والحجة ومصلحة الوطن والمواطن .. والحوار الذي لا نسمح فيه لأحد بإلغاء الآخر.. الحوار الذي يوحد ولا يفرق.. والذي يحقق وينجز ولا يسوف ويؤخر.. الحوار الذي نمارس فيه النقد الموضوعي الجريء للشخصيات التي تعمل بالشأن العام بدءاً بأدائها وعلاقتها بالناس وليس انتهاء بقراراتها وأقوالها وأفعالها. فما رأيكم دام عزكم وحمى الله وطنكم من كل مكروه؟. |
|