تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين الشرق والغرب

رؤية
السبت 17-9-2011
أديب مخزوم

برز الصراع الحاد في الفنون التشكيلية العربية والمحلية بين معطيات الفنون الغربية ومعطيات الفنون العربية , منذ أكثر من سبعين عاماً ،

وكانت من أولى دلائل هذا الصراع ، ظهور معارض فردية وجماعية أطلقت صيحات المطالبة بالحفاظ على الرونق التراثي الذي يتعرض لمخاطر الزوال والانقراض بفعل الانحياز الإستعراضي لكل ما هو سطحي ومألوف وبائد في فنون الغرب الأوروبي والأميركي .‏

ولقد احس الفنان العربي الحديث بحاجته للعودة إلى مجد الفن القادم من رؤية منمنمات الواسطي والاشارات التراثية المختلفة ، وكان هاجسه الدائم أن يحقق جدلية التواصل بين القديم والحديث أو بين الشرق والغرب ، في خطوات التعبيرعن القدرة الذاتية الخلاقة , انطلاقاً من صلته بواقعه وبأرضه وبتراثه وصولاً إلى استلهام معطيات ذاكرته اللونية، التي أدت إلى إضفاء ألوان مختلفة غير موجودة في اللوحة الغربية ، وهذا ما عبرت عنه مراراً في مقالاتي بأجواء المناخ اللوني المحلي ، رغم أن العديد من الفنانين السوريين عمدوا في لوحاتهم عن ضعف أو جهل الى كسر الامتداد اللوني المحلي والمتوسطي ، خلال أزمنة التحولات الثقافية والاجتماعية الكبرى ، ولهذا جاءت موجة استلهام المناخ اللوني المحلي في لوحات العديد من الفنانين السوريين الرواد كيقظة مرافقة لتفتحات الوعي الجمالي الحديث والمعاصر، ولاتزال الصراعات الحادة في حياتنا التشكيلية تتواصل بين أنصار التيارات الفنية الحديثة الأوروبية , وأنصار الإتجاهات الأصيلة التي تستلهم الإرث الحضاري وتتصدى بقوة وبرزانة تعبيرية وتجريدية لموجات الاستلاب والتشويه والتمغرب الثقافي .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية