|
السبت 17-9-2011 بعد قوله كلمة الحق إزاء الأحداث في سورية والنابعة من مكانته الدينية ودوره الوطني وحرصه على الأمن والاستقرار والتعايش في لبنان والمنطقة خلال زيارته لفرنسا الأسبوع الماضي. والبطريرك الراعي كان يدرك أن تعبيره عن قناعته بأن المصارحة والموضوعية وقول الحقيقة هي النهج الصحيح لتصويب الأخطاء ودفع المخاطر وخاصة في هذه المرحلة الحساسة سيولد زوبعة سياسية ضده ولكنه فضل تحمل الأعباء على الصمت أو الانحناء للعاصفة، وضربت تصريحاته عميقاً في صميم النهج العدواني الجديد للدول الاستعمارية في التعامل مع الأحداث والتطورات في المنطقة الأمر الذي أخرج بعض مسؤوليها وأدواتهم عن طورهم وبدؤوا بشن حملات سياسية ضد البطريرك الراعي ونهجه المتوافق مع قناعات ورغبات ومطالب شعوب المنطقة ومخاوفهم من الهجمة الغربية الأميركية الهادفة الى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وخاصة مركزه سورية لكونها مصدر القوة والثبات. لقد سلط الراعي الضوء بشكل مبسط على أهداف تحركات الدول الغربية وأميركا الجديدة في المنطقة تحت ستار تحقيق الحرية والديمقراطية وجاء وقع تساؤله: هل نحن ذاهبون الى أنظمة متشددة وعنيفة أم إلى تفتيت العالم العربي؟ على القوى الغربية السائرة في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الاسرائيلي كالصاعقة وعلى شعوب المنطقة «برداً وسلاماً» وتحفيزاً للوعي لما يخطط لبلدانهم وأوطانهم. إن كل ما فعله الراعي كشخصية دينية لها دورها الوطني وعليها مسؤولية اتخاذ المواقف الصحيحة إنه عبّر عن رأيه المقتنع فيه بحرية ومسؤولية ولكن الدول الغربية خاصة فرنسا وأميركا سرعان ما استشعرت أهمية تصريحاته وتأثيرها في الوعي الشعبي وعمدتا إلى تحريك وسائلهما السياسية والإعلامية للحد من مفاعيلها خلافاً لمبادئ الديمقراطية والحرية واحترام حرية الرأي الشيء الذي يؤكد المؤكد بأن ركوبهما قطار هذه الشعارات في بلادنا هدفه الأساسي تفتيتها وتقسيمها ودفعها الى الفوضى، وذلك الأمر فعلت دعوة البطريرك الراعي للأسرة الدولية وفرنسا الى عدم التسرع في القرارات التي تريد فيها تغيير الأنظمة واستشهاده بما حدث في العراق والأرواح التي زهقت تحت ستار تحقيق الديمقراطية والحرية فعلها في وعي شعوب المنطقة لجهة أن التحركات الغربية والأميركية ليس هدفها بناء دول ديمقراطية بل الإيتاء بأنظمة تابعة ومنبطحة أمام الغرب الاستعماري وتستجيب لمصالحه. وما أبداه الراعي من مخاوف إزاء محاولات التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية والتلاعب بمصائر الشعوب نابع من مخاوفه على استقرار المنطقة ولبنان بشكل خاص وليس كما حاولت بعض الدول الغربية والقوى المتحالفة معها تسويقه للحد من تأثير تصريحاته الايجابي على المستوى اللبناني. إن أمثال البطريرك الراعي في عالمنا العربي كثر ولكن ينقص بعضهم جرأته في قول كلمة الحق واتباع نهج المصارحة وتحمل أعباء ذلك على الرغم من كون هذا الواجب في صلب دورهم ومسؤولياتهم أمام شعوبهم فما تتعرض له بلادنا وأوطاننا من هجمة غربية أميركية صهيونية يستدعي مواقف أمثال البطريرك الراعي أكثر من أي وقت مضى. |
|