تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عرض (الطوفان)..تحذيـــر حــول الخطـــر القـــادم مـــــن الخــــارج

ثقافة
الاربعاء20-8-2014
آنا عزيز الخضر

لابدّ للأعمال السورية المسرحية من أن يكون لها كلمتها تجاه واقع، طرأت عليه أفكار ظلامية سوداء، لن تكون إلا وحشا ينهش بروح المجتمع، ولن تخدم بانتشارها إلا أعداء الوطن، فدأبت تلك الأعمال دوماً إلى العمل بمسؤولية، والتأكيد عبر نصوصها على التحذير والإشارة إلى أخطار هكذا أفكار، ثم الدعوة إلى تحديها و تجاوزها بكل السبل، من هذه الأعمال قيد التحضير والـ (بروفة)، هو عرض (الطوفان) تأليف الكاتب والناقد المسرحي (جوان جان) وإخراج (سهيل العقلة).

حول العرض تحدث الكاتب قائلاً: سيقدم بالتعاون مابين مديرية المسارح والموسيقا واتحاد نقابات العمال، يهتم العمل بقرية افتراضية، ليست بحقيقية، يأتيها خبر حول مجيء طوفان، سيصل إليها خلال ثلاثة أيام، فيجتمع كل رموز القرية والمجتمع و أطيافه، بهدف البحث عن حل لهذه المشكلة الطارئة، فكان هناك شيخ الجامع، ومدير المدرسة ووجهاء القرية، وكافة رموزها، ومن خلال الحوار، تخرج إلى السطح خلافات كثيرة، بدأت بسيطة، و تحولت إلى معقدة، فتصاعدت إلى حد، وصلت فيه بالنهاية إلى الاتهامات بجرائم متنوعة، فيقع شجار جماعي كبير، و ينسى أهل القرية المشكلة الأساسية، منغمسين بمشاكلهم الهامشية، ليأتي الطوفان، ويأخذ الجميع دون رحمة، فعرض (الطوفان) يقارب الواقع، و يذهب في اتجاه التحذير، و إن كانت نهايته مؤلمة، إلا أنه لابد منها، ليحمل سمة التحذير من الأخطار الخارجية، والهدف هو التنبيه والحذر بالمطلق، لأنه و إن حصلت خلافات بسيطة كانت أم كبرى، لا بد من التحسب للطوفان الخارجي، الذي يأتي ليأخذ الجميع دون تمييز الايجابي والسلبي وكل شيء.‏

أما المخرج سهيل العقلة و حول سؤاله عن الأسلوب والحلول الفنية، التي تناسب العرض وطرحه، وحول الأداء والممثل الذي يديره بخصوصية وفق النص، قال: نص الطوفان هو نص قديم، لكن اختلفت القراءة له بعد بداية الأحداث، يعني أن النص يلامس الواقع في تفاصيله الكثيرة، وقد عمقت شخصية الشيخ، وجعلتها نقطة ارتكاز أساسية، وذلك لان الأزمة التي نعيشها، حضرت عبرها أقنعة كثيرة، منها ما كان متخفيا بستار الدين، والذي يختبئون خلفه هؤلاء الغرباء، و لذلك تم ربط علاقة الشخصيات كلها على حدة بهذا المحور، وركز العرض على أن الدين المعتدل، الذي نعرفه هو الدين الحقيقي، فقد تم ربط رمزيته بسنيوغرافيا العرض ككل، ابتداء من الديكور، و هو عبارة عن مسبحة، تكون في بداية العرض موجودة في عمق المسرح، وأحجارها جميلة وتنظيمها متوازن، ثم يتحول قسم من أحجارها إلى متاهة، و يتحول حجر المسبحة إلى حجر شطرنج، والدلالة هنا إلى أنه أهل قرية (تل الذهب) أبطال العرض، هم أناس قد تحول قسم منهم إلى بيادق بيد أناس آخرين، و يحركونهم كما يشاؤون، و نحن نعرف أن الطوائف السورية كافة، كانت متحابة، وتسمع كلمة الله اكبر صباح العديد بروحانية مثلى، أما الآن صارت كلمة الله اكبر تأتي مع انفجار أو قذيفة أو ذبح، والقصد من هذا الموضوع، أن النص يخاطب الناس بالدرجة الأولى، و يقول:إن كل شخص متطرف، يمثل نفسه فقط لا غير، إذ ركزت على ناحية علاقة الديكور بالخط الدرامي، الذي يعود لعلاقة الشيخ بباقي الشخصيات المختلفة ورمزيتها، وأكثر ما اعتمدت عليه هو إغناء الفكرة من خلال روح الممثل على الخشبة، ولابد من القول بأننا نعمل على المسرح ضمن هذه الشروط الصعبة، منا ما هو نازح، و آخر ذهب ابنه للجيش من اجل خدمة الوطن، وكم من مرة وصلت إلينا شظايا أثناء البروفة، إذ نتابع عملنا، ونحن على تماس مباشر مع الأزمة، لكن الجميع يصر على المتابعة، رغما عن كل الظروف.‏

الممثلون (فهد السكري) (إميل حنا) (مؤيد الأحمد) (غسان مار ديني) (ياسر البردان) (أنور نصار سمير اللوجي) (ديالا العلي) (لين حديد) (بلال الطيار).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية