|
معاً على الطريق وإذا تَخلّفَ النظامُ السّياسيّ الدّوليّ عن القيام بواجبهِ لجهةِ التخلي عن النّفاق الذي يمارسه أولاً؛ وثانياً لجهة تجاهل ضروراتِ كسر صمتِهِ عنْ تمويل ودعم أطرافٍ حكوميّةٍ إقليميةٍ ودوليّةٍ تمدّ «داعش» بالسّلاح والعناصر المتطرفة، وهيَ جهاتٌ وأطرافٌ معروفة تُعلنُ عنْ ذاتها ولا تُخفي نفسها. بداية يجبُ ألاّ ينخدعَ أحدٌ بالتصريحاتِ الأميركيةِ والغربيةِ التي تتحدثُ عن خطر ( داعش ) لأنّه صنيعتُها وبراءةُ اختراعِهِ مسجلة باسم استخباراتها، والوقائعُ وتطورُ الأحداثِ وترابطها من شأنه أن يؤكدَ هذهِ الحقيقةِ وأن يدحضَ كلّ الادّعاءاتِ الأخرى التي تُراوحُ بين حدي تشخيص الخطر الذي يمثلهُ التنظيمُ الإرهابيُّ الجديدُ؛ وبينَ الإعلان عن الحربِ عليه. ويجبُ أيضاً ألاّ ينخدع أحدٌ بالتصريحاتِ الخليجية والتركية المتصلة بالحديثِ عن خطر ( داعش ) ، ذلك أنّ سلطات مشيخات الخليج ومجتمعاته هي الداعمُ الأساسيّ والخزان الرئيسيّ الذي تَغرفُ منه كلُّ التنظيماتِ الإرهابية المتطرفة المالَ والسلاحَ والعنصرَ البشريّ، فضلاً عن أنّ الوهّابية والإخوانية المقيمتين في «السعودية» وقطر وتركيا تُعدّ المنهلَ الفكري الأساسي لهذه التنظيمات؛ وما القتلُ والذبح والسّبي والتكفير والإلغاء والإقصاء إلاّ مفردات لا يمكنُ العثورُ عليها إلاّ في دفاتر الإخوان والوهّابيين. كلُّ هذا صارَ من المسلماتِ ؛ والنقاشُ حولها نفياً وتثبيتاً صارَ ترفاً، فالاحصاءاتُ المتعلقة بأعدادِ وجنسياتِ الأفراد المنتسبين لهذهِ التنظيماتِ والمؤمنينَ بفكرها الإرهابي التكفيري ليست بلا دلالات ؛ ولم تأت عفواً ؛ وإنّما هي إحصاءات تُقدّمُ مؤشراتٍ وأدلة إدانة لا يمكن أنْ يتجاهلها إلاّ منافق أو مشارك أو صاحبُ غرض ومصلحة وغاية. وإذا كانَ من الثابتِ أنّ الأميرَ والملكَ الخليجيّ منافقٌ مشاركٌ وأداةٌ رخيصةٌ بيد إسرائيل والغرب وأميركا، فإنّ إسرائيل وأميركا والغرب وتركيا الملتحقة به هم أصحاب المصلحة من تنامي قوس التطرف والإرهاب الإخواني الوهابي الذي يُشوّه الإسلام؛ ويُمزّق العربَ؛ ويُضعفُ الأمة؛ ويُشرذمُ المنطقة ويُطيّفها على أُسس عرقيةٍ ودينيةٍ متناحرةٍ لتهنأ ( إسرائيل ) ولتتحقق الأحلام والطموحات الإمبراطورية والإمبريالية. وليسَ صحيحاً أبداً ما تدعيه أميركا والغرب وتركيا والخليج من أنّ ظهور «داعش» كان مفاجئاً، ومن أنّ استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي سيضعُ حدّاً لتهديده، فأميركا هيَ من أطلقت أبو بكر البغدادي من سجون العراق، وهي من رعت أبو عمر البغدادي الخليفة الأول لداعش قبل أن تقتله لاحقاً لأسباب خاصة بينهما، وهي والغرب وإسرائيل وتركيا من يشتري النفط من الجولاني والعدناني، وهي من يحمي ويوجه الظواهري، وهي من يسمح للوهابية والإخوان بنشر الفكر السلفي الإرهابي، وهي وإسرائيل صاحبة المصلحة برعاية نمو قوس التطرف والمحافظة على أُسّه وأساسه الإخواني - الوهّابي. |
|