|
دمشق
وأوضح المقداد خلال محاضرة أقامها المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي في دار البعث بعنوان (الجغرافية السياسية في الشرق الأوسط والصمود العربي السوري )أن سورية لن تتردد في التعاون مع اى دولة لمحاربة الإرهاب إلا من يدعى محاربته وهو من يموله ويدعمه ويرعاه باعتباره عابراً لحدود الدول ولا يمكن محاربته إلا بتنسيق دولي. وبين المقداد ان من يظن أنه في منأى عن الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم مخطئ تماماً,مشيرا إلى صوابية الرؤى السياسية السورية في التحذير منذ سنوات من امتداد الإرهاب إلى كل المنطقة والعالم. وأكد المقداد على مركزية القضية الفلسطينية قائلاً: تبقى القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية وهي من ترسم خطوط السياسة الوطنية والاقليمية والدولية السورية رغم كل ما تمر به المنطقة من تطورات وأحداث، محذراً من ان الشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة وأن العدوان الأخير على غزة خير دليل على ان إسرائيل هي سلاح الدمار في المنطقة.. وهذا ما أكده الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم حيث وضع النقاط على الحروف وضرورة تلازم السلاح الفكري مع السلاح في المعركة وبالتالي لا يمكن تجاوز أو تجاهل العامل الإسرائيلي المحرك لكل المجاميع الإرهابية - عملاء إسرائيل في المنطقة - على اختلاف تسمياتها لأنها تعمل على مشروع واحد هو القتل والتدمير لكل ما في منطقتنا من موارد بشرية وطبيعية عبر ارتكاب المجازر وجرائم الإبادة الجماعية بدم بارد . وقال المقداد :نحن أمام طبقة جديدة من القادة من النوع الرخيص ما يسمى «المجموعة المتصيهنة» لأنهم يخالفون ويناقضون كل الشرائع والقوانين والقيم الوضعية التي صنعتها الشعوب الداعية إلى الأمن والسلام والعدالة حيث لا يخجل الكثير منهم في الدفاع عن إسرائيل وحروبها في المنطقة . وأضاف المقداد أن الغرب عمل على تدمير المنطقة ونشر الإرهاب والرعب عبر التنظيمات الإرهابية المسلحة بدعم مباشر وغير محدود خدمة لأهداف الصهيونية معتبرا أن تنظيم «داعش» الإرهابي حاضن أساسي للفكر الوهابي في عدائه للأديان والمذاهب والطوائف الأخرى وتدميره الحضارات. ووصف المقداد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170 الذي يفرض عقوبات على ممولي وداعمي تنظيمي «داعش» بأنه يمثل إرادة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب مشيرا إلى ان التنسيق الدولي يجب ان يكون ضمن اتفاقات وقرارات دولية ناظمة وأن اي عمل أحادى يعتبر تدخلاً في شؤون الدول. وأضاف المقداد أن كل من قدم دعماً بكل الأشكال لأي فصيل يحمل السلاح ضد الدولة السورية يعتبر إرهابيا وان على المجتمع الدولي ملاحقته ومحاسبته. ونفى المقداد الادعاءات الأمريكية الأخيرة حول عدم وفاء سورية بتعهداتها بإتلاف الأسلحة الكيميائية معتبراً أن هذه التصريحات تدل على مزيد من العدوان في السياسة الأمريكية وعدم صدق إرادتها في تخليص البشرية من أسلحة الدمار الشامل ,وإلا كان عليها ان تأمر إسرائيل بالتخلي عن الأسلحة التي تملكها لإعلان الشرق الأوسط خالياً منها . وذكر المقداد أنه على الولايات المتحدة ألا تستخدم قرارات الشرعية الدولية للتدخل في أي, بلد معتبراً أنه لا مصداقية في سلوكها وإلا كانت توقفت عن دعم الإرهاب وأمرت حلفاءها بذلك ومنهم رئيس الحكومة التركية رجب اردوغان ,ولا سيما أن الحكومة التركية متورطة في دعم تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي والإرهابيين الآخرين وسهلت تنقلاتهم ودخولهم الأراضي السورية ودعمتهم بالمال والسلاح والتدريب. ورأى المقداد ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مسؤولون عن تصعيد الإرهاب في المنطقة وعليهم التوقف عن دعمه لأنه يهددهم أولاً كما يهدد كل دول المنطقة ,مشيراً إلى تجاهل مجلس الأمن مئات الرسائل السورية حول الإرهاب وممارسات المتطرفين والتكفيريين. وأكد المقداد أهمية التنسيق مع الدولة اللبنانية لمحاربة الإرهاب رغم وجود بعض القوى الانعزالية الداعمة له على الساحة اللبنانية وقد مولت وصدرت الإرهاب والإرهابيين إلى سورية , مشيراً إلى أن عملاء الإرهاب في لبنان مازالوا يدافعون عنه رغم وصوله إلى مدنهم على حساب دفاعهم عن الجيش اللبناني وحاضر بلدهم ومستقبله. |
|