|
موقع CounterPunch بالرغم من عدم التصريح ، إلا أنّ الإستراتيجية الأبرز للمرحلة الأولى للحرب على إيران هي سورية ، ف» الحملة ضد سورية التي تعزف على الوتر الطائفي ، ستكون مفيدة بما يكفي، أكثر من انهيار الجمهورية الإسلامية نفسها” ، وفي هذا السياق صرح أحد المسؤولين العرب في الصيف الماضي :”لا شيء يُضعف إيران أكثر من خسارة سورية” بحلول كانون الأول ، كانت أجندة تغيير النظام في سورية جاهزة لكبار مسؤولي الولايات المتحدة : من أمثال توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأميركي ، الذي أوضح أن اسقاط النظام“ سيشكل أكبر نكسة لإيران في المنطقة حتى تاريخه وستكون ضربة إستراتيجية من شأنها أن تحول مزيداً من توازن القوى في المنطقة ضدها” كما ذكر وكيل وزارة الدولة للشرق الأدنى جيفري فيلتمان قبل فترة وجيزة في جلسة استماع في الكونغرس ، أن الولايات المتحدة سوف “تلاحق بلا هوادة إستراتيجية ذات مسارين لدعم المعارضة السورية ، دبلوماسيا وماليا لخنق النظام في سورية حتى يتم تحقيق هذه النتيجة” إن ما نشهده في سورية هو حملة متعمدة ومحسوبة لإسقاط النظام ، وذلك لاستبدالها بنظام “أكثر توافقاً” مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.وكان مخطط هذا المشروع أساساً :عبارة عن تقرير أعده معهد بروكينغز للمحافظين الجدد وكان بهدف تغيير النظام في إيران في عام 2009 بعنوان “الطريق إلى بلاد فارس؟” و أصبح مؤخرا نهجا ًاستراتيجياً عاماً لتغيير الأنظمة الذي تقوده الولايات المتحدة في المنطقة. بإعادة قراءة ذلك ، جنباً إلى جنب مع الهدف الأميركي الأحدث :«نحو سورية جديدة » الذي يعتمد نفس اللغة والمنظور ، و يركز على سورية ، و يوضح كيف أن التطورات في سورية، قد تم تشكيلها وفقاً لنهج خطوة بخطوة نحو “الطريق إلى بلاد فارس” مع هدف رئيسي واحد : تغيير النظام. و كان جون هانا ومارتن انديك، من الذين صاغوا هذا التقرير، وهما من كبار المحافظين الجدد في إدارة جورج بوش و ديك تشيني ، وكلاهما يدعوان لتغيير النظام في سورية، وهذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها تحالفاً وثيقاً بين المحافظين الجدد و الإسلاميين ، والعمِل معا من أجل إحداث تغيير في النظام في بعض الدول . يمكن القول ، إن أهم عنصر في هذا السعي الحثيث من أجل تطبيق هذه “الإستراتيجية “ هو البناء المتعمد للرواية الكاذبة إلى حد كبير، والتي تقول إن المتظاهرين العزل الذين يطالبون بالديمقراطية، يُقتلون بالمئات وبالآلاف من قبل النظام السوري ..و بالمقارنة مع ليبيا ، ادعت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه ليس لديها “تقارير مؤكدة عن سقوط ضحايا من المدنيين” لأنه ، كما كتبت نيويورك تايمز مؤخرا “إن تحالف(الناتو) قد خلق تعريفاً خاصاً به لكلمة ‘ مؤكد ‘!!: وقُصد بها الموت الذي يُحقِّق به حلف شمال الأطلسي بنفسه.. وهو فقط يُسمى “مؤكدا “!! . و بسبب رفض التحالف التحقيق في “الادعاءات» ، كما كُتب في الصحيفة، فإن حصيلة الضحايا في ليبيا بحكم “تعريف الناتو” لا يمكن أن يتجاوز الصفر..!! في سورية ، نرى العكس تماما : غالبية وسائل الإعلام الغربية ، جنباً إلى جنب مع وسائل الإعلام العربية حليفة الولايات المتحدة في المنطقة ، ولا سيما قناة الجزيرة و العربية. تتعاون بشكل فعال لنشر أجندة تغيير النظام. في ظل غياب شبه كامل للاستجواب أو التحقيق في الإحصاءات والمعلومات المقدمة من قبل المنظمات ووسائل الإعلام التي تملكها أو يتم تمويلها من قبل الولايات المتحدة أوروبا ، أو دول الخليج ..وحتى مزاعم “المجازر” ، و “حملات الاغتصاب التي تستهدف النساء والفتيات و “التعذيب” و»اغتصاب الأطفال “التي تبثها الصحافة الدولية تستند، إلى حد كبير، إلى ثلاثة من المصادر هي: المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا،و لجان التنسيق المحلية و قناة الجزيرة .. مع الحد الأدنى من التحقق و أدوات التدقيق في المعلومات . و يختبؤون خلف عنوان : “لم نتمكن من التحقق من هذه الإحصاءات”.... إن عدم النزاهة في التقارير التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية و العربية قد بدت بشكل صارخ منذ بداية الأحداث في سورية ، وبعد عقد من حرب العراق .ويبدو أنه لم تتم الاستفادة من دروس عام 2003 ، بعد تشويه صورة صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل المزعومة.! إن المصادر الرئيسية لجميع البيانات.. عن أعداد المتظاهرين الذين قُتلوا و كل الروايات المتتالية ، يُصرِّح بها المرصد السوري لحقوق الإنسان ، على وجهالخصوص، و هي ليست سوى جزء من التحالف الهادف إلى “تغيير النظام”. و كان للمرصد السوري دور محوري في الحفاظ على ادعاءات القتل الجماعي للآلاف من المتظاهرين السلميين باستخدام أرقام مبالغ فيها ، و يدّعي في كثير من الأحيان “حقائق” ومؤخراً “إبادة جماعية و مجازر” فيها القليل من المنطقية .. وفي الواقع .. يُعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان المكتب الأول «المجمع الإعلامي الكبير « الذي تديره المعارضة السورية وأنصارها. وذكرت وزارة الخارجية الروسية : أن جدول أعمال مجلس اسطنبول (يصاغ) في لندن من قبل المرصد السوري لحقوق الإنسان... ويتم هناك أيضا تشكيل صور “الرُّعب” عن سورية لإثارة الكراهية ضد النظام.في الحقيقة إن المرصد ليس مسجلاً بشكل قانوني في المملكة المتحدة ، لا كشركة و لا كمؤسسة خيرية ، وهو يعمل بصورة غير رسمية ، و لا يوجد لديه مكتب رسمي أو موظفون . ويتلقى معلوماته ، كما يقول ، من قبل شبكة من “الناشطين” داخل سورية ، وموقعه الالكتروني هو صفحة واحدة باللغة الإنجليزية. أما المصدر الثاني للبيانات و المعلومات عن الأحداث في سورية ،فهو لجان التنسيق المحلية ،و التي هي جزء من البنية التحتية الصريحة لوسائل الإعلام المعارضة ، ومن أهم رموزها. و أنا في سياق هذه الروايات الرئيسية : وبعد تحليلي لتقاريرها اليومية ، لم أجد مرجعاً واحداً يبين قتل “الجنود المنشقين” أو تقريراً عن وفاة “الشهداء» أو دليلاً واحداً أن الناس يتعرضون للقتل في المظاهرات السلمية. أما المصدر الثالث هو قناة الجزيرة ، “وسيلة الإعلام الناطقة بلسان قطر وأميرها ” والتي يبدو دورها منحازاً نحو المعارضة ، وهي جزء لا يتجزأ من “الطموحات السياسية الخارجية” لدولة قطر. و لا بد في النهاية، من ذكر الجوانب الرئيسية للتحريض على الانتفاضة الشعبية و خلق “ تمرد كامل” في سورية... بدءاً من التمويل والمساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة و حلفاؤها، في تنظيم المنافسين المحليين للنظام السوري” بما في ذلك الاستخدام “الرهيب” للجماعات العرقية،إضافة إلى بناء قدرات فعالة “ للمعارضة “بهدف العمل معهم من أجل “خلق قيادة بديلة للاستيلاء على السلطة”. و كذلك توفير المعدات والدعم السري للجماعات المعارضة ، بما في ذلك الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر ، فضلاً عن أجهزة الفاكس،والإنترنت المتطورة .. ويؤكد تقرير(الطريق إلى بلاد فارس ) أن “وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “يمكن أن تأخذ على عاتقها تقديم معظم الإمدادات والتدريب للمجموعات المعارضة، كما فعلت منذ عقود في جميع أنحاء العالم، لتغيير أوجه البلاد بما ينسجم مع أسطورة الإمبراطورية التي تحكم الأرض ... بقلم : بايرن ايسلينغ |
|