|
محليات ـ محافظات
يحمور قرية جميلة اشتهرت بقلعتها القديمة والبعض يقول إن القلعة اشتهرت من خلال وجودها في هذه المنطقة ولكن أياً كان الأهمّ فإن يحمور والقلعة وجهان لعملة واحدة تدلّ على السحر والروعة والغنى بكل شيء. لأن يحمور شدّت اهتمام الكثيرين فتحولوا إليها كان من الطبيعي أن تشدّ أنظار أهلها، وها هو السيد صلاح معنا يضع كتاباً بعنوان (يحمور.. تاريخ وأسطورة) يؤرشف ويوثق ويعرّف بهذه المنطقة ومن بين طيّات صفحاته ومن مراجع تاريخية وسياحية في محافظة طرطوس ننقل الصورة لكم مع الدعوة لزيارتها صيفاً شتاء.
ارتبط اسم يحمور كما يقول المؤلف باسم قلعتها التاريخية وهناك عدة مقولات لهذه التسمية والمقولة الأكثر شيوعاً هي أن القلعة سميت بهذا الاسم تيمناً بالأمير الفينيقي الذي حكمها قديماً يغمور وتحول الاسم بالتدريج إلى يحمور والمقولة الثانية هي أن قلعة يحمور التي بنيت بالعهد البيزنطي كانت تسمى بالقصر الأحمر لأنها بنيت من الحجارة الرملية الحمراء والمقولة الثالثة مستندة إلى التفسير العربي اللغوي في القاموس المحيط و(يحمور) تعني حمار الوحش ذا اللون الأحمر أو الغزال الأحمر وهذا ربما يشير على كثرة هذه الحيوانات في هذه المنطقة قديماً. يقول المؤلف :إن هناك شيئاً هاماً لا يعرفه الكثيرون وهو أن الاكتشافات الأثرية للبعثة الفرنسية عام 1996 أكدت أن يحمور أصبحت مع منطقة ست مرخو شمال سورية ويبرود في القلمون من أقدم مناطق ظهور الإنسان في عهد ما قبل التاريخ حيث دلت الحفريات فيها على اكتشاف أوانٍ منزلية حجرية وفؤؤس وسكاكين وأرجع العلماء عمر هذه المكتشفات إلى العصر الحجري وأن منطقة يحمور كانت مسكونة قبل قلعتها بآلاف السنين بينما أشار البعض الآخر إلى أن أول حضارة بناها الإنسان في هذه المنطقة كانت أيام الفينيقيين، واكتشف في يحمور عام 1937 تمثال آلهة الحب أفروديت كما توجد في هذه المنطقة العديد من الآثار حيث وجدت المدافن والآثار الرومانية والإغريقية والآشورية في منطقة خربة الحراح وخرايب البير والبتة وتل مندرة وتل عقدو وتقول الأسطورة أنه كان يوجد في يحمور (777) بئر تجميع لمياه الأمطار منذ أيام الفينيقيين. بالحديث عن قلعة يحمور فقد بنيت على أنقاض معبد فينيقي ووجدت كتابات يونانية ويرجع بناؤها للملك البيزنطي قسطنطين حسب كتابات وجدت فيها وجددها الصليبيون وهي ترتفع نحو (20م) على شكل برج محاط بأسوار من الجهات الأربع ويقال إنها كانت مؤلفة من ثلاثة طوابق لم يبق منها إلا طابقان بفعل الحرب وبفعل الهزة الأرضية القوية التي ضربت الساحل السوري عام 1586 وقد بُني المدخل الأساسي للأسوار على شكل قنطرة كبيرة وكذلك البناء العلوي حيث القنطرة الكبيرة والعقود المتداخلة بالمدخل وداخل البناء العلوي وكله مرتبط بعمود ضخم متفرع إلى أقواس وقناطر كثيرة تحمل البناء العلوي وهي كغيرها من القلاع تحتوي على قاعات كثيرة ومنافذ لرمي السهام وأماكن للخيل وعدة سراديب مخصصة للنجاة ويوجد حتى الآن بقايا خندق يحيط بالقلعة لحمايتها وكانت قلعة يحمور جزءاً من مملكة عمريت وأرواد وحررها صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين عام 1189م. لم تكن يحمور قبل القرن التاسع عشر مسكونة (بالنسبة للتاريخ الحديث) وابتداء من عام 1835 بدأ الناس بالتوافد إليها بعد زوال حكم السلطان العثماني سليم وأول ما عمرت هذه القرية بنيت بيوتها من بقايا أحجار القلعة على شكل نصف دائري متلاصقة فيما بينها خوفاً من الوحوش البرية ومن الجنود الأتراك. يزيد عدد سكان يحمور عن خمسة آلاف مواطن معظمهم يعمل في الزراعة وهم ماهرون جداً بالزراعة ولديها عدد كبير من خريجي الجامعات والمعاهد المتوسطة، وتنتشر فيها الكثير من الحرف والمهن المرتبطة بالزراعة. - يقال إن هناك سرداب يصل بين قلعة يحمور وآثار عمريت وأنهم سابقاً وضعوا علامة في رجل ديك أسود وأطلقوه في هذا السرداب فوجدوه عند شاطئ البحر وقد تغيّر لونه إلى الأبيض من كثرة الخوف! - التجأ الشيخ صالح العلي خمسة أيام إلى قلعة يحمور عندما شدد الفرنسيون بالبحث عنه. - تقول الحكاية الشعبية إن قبر الزير سالم وُجد في يحمور مستندين إلى الرواية الشعبية التي تقول إن الزير سالم دفن في منطقة ساحلية مقابل وادي الأبرقين بوادي فرسخ وبمكان مرتفع يسمى العقبة ونتيجة الحفريات الخدمية تم العثور على قبر بنفس المكان وبنفس التسمية فهل هو فعلاً قبر الزير سالم. - في عام 1906 حلّ بطل تركيا بالمصارعة في يحمور في إطار جولته على المنطقة الساحلية ولم يستطع أحد التغلب عليه فتقدّم رجل يدعى عبود الأسعد للتحدي وكانت الجائزة هي الإعفاء من الضريبة لمدة سنتين كما وعد الضابط التركي الذي يرافقه ونجح عبود بهزيمته وإعفاء أهالي قريته من الضريبة. - في عام 1932 بدأ الفرنسيون بشق وتعبيد طريق طرطوس صافيتا وكان من المفترض أن يمرّ هذا الطريق من قلب قرية يحمور لكن الأهالي دفعوا فدية قدرها (45) ليرة ذهب لتحويل الطريق بعيداً عن قريتهم لعدم رغبة الأهالي بمرور الغرباء وسط القرية وأعتقد أنهم ندموا الآن. - في يحمور أكثر من مليون شجرة حمضيات وأكثر من ألف بئر ارتوازي. - عام 1957 قدم ابن يحمور المرحوم علي محمود معنا ستة دونمات ليسهل بناء أول مدرسة في يحمور ولنفس الغاية قدم المرحوم صادق الموعي ثمن نصف مواد بناء المدرسة، ولاحقاً قدّم الشيخ كامل معلا قطعة أرض لبناء مستوصف صحي. - وزير خارجية الأرجنتين في عهد الرئيس كارلوس منعم جوزيف عاصي أصله من يحمور. - عزيز يا عزيز.. الحب شو لذيذ.. أغنية مشهورة للفنانة صباح ولكن من هو عزيز؟ هو عزيز بربر من قرية يحمور وقد تزوج الفنانة صباح أربعة أشهر وله غنت هذه الأغنية. هذه رحلة سريعة إلى قرية يحمور تنقلنا خلالها على صفحات ابن يحمور صلاح معنا وهو يعرض لأدق التفاصيل في حياة هذه القرية الجميلة جداً. |
|