|
حدث وتعليق ذو قلب كبير تجاه أبنائه خاصة من ضل الطريق أو غرر به فشذ عن سلوك باقي أفراد العائلة.. ولأنه كل ذلك فهو الأقدر على التسامح، ولأنه الأنبل فهو القادر على أن يبادل الأذية بمنح فرصة للعدول عن الخطأ.. ولأنه قائد الوطن يؤمن بأن الوطن للجميع ولا بد من إعطاء الجميع فرص المشاركة في البناء والدفاع عن كرامته. لأجل كل ذلك اصدر السيد الرئيس بشار الأسد العفو العام والذي جاء نوعيا لجهة الجرائم المشمولة فيه، كما انه فرصة كبيرة لمن تاه عن الدرب وأراد ان يصحح مساره ويعود إلى جادة الصواب عنصرا فاعلا في بناء الوطن. فرصة كبيرة لأنه يتيح للبعض ممن اخطأ الحساب أن يعيد حساباته بشكل أوسع وبنظرة شمولية أكثر بعيدة عن المصالح الضيقة، وعما يتقاضاه من مال قلّ أم كثر للنيل من هيبة الدولة وإثارة الفتن والنعرات الطائفية، فرصة لكل مواطن أقدم على ارتكاب خطيئة أن يمحوها من حياته، لان كرامة الوطن وعزته وأمنه لا تقدر بثمن، ولا كرامة وهيبة لأحد بعد أن يذهب الوطن. لا شك أن العفو يعكس حرص القيادة في سورية على أن يشارك الجميع في بناء سورية المستقبل المتجددة.. كما انه فرصة جديدة للكثيرين أن يلحقوا الركب خاصة أولئك الذين أدركوا لاحقا وبعد أن غرر بهم في بداية الأحداث أن ما يحصل في بلدهم ليس سوى مؤامرة خارجية بعيدة كل البعد عن الإصلاح والحرية والديمقراطية التي بها يتشدقون، لان الحرية لا تكون بسلبها من الآخرين.. والديمقراطية لا تكون باستهداف الاقتصاد الوطني، والاستقواء بالأميركي والإسرائيلي والتركي على ابن البلد الشريك في الحياة. رسالة أقوى من إرهابهم.. ومن ضلالهم لأبناء الوطن .. بأن الوطن للجميع.. يسامح في أزماته كما في أيامه الاعتيادية.. وبأن الضغائن لا توجد إلا في نفوس الصغار الضعفاء. |
|