تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قضم الفرح البشري والعافية

أبجد هوز
الإثنين 16-1-2012
حسين عبد الكريم

المرض يشبه السياسة الأميركية و( العنزة الجرباء).. سياسة قضم أفراح الشعوب وتوزيع المآسي والعيوب والتطاول على كرامة الصباح والغروب والوضوح والغيوب والأرواح والجيوب.. والعنزة الجرباء)

تقضم الأغصان.. والمرض يسطو على عافية الأبدان، ويعوضها بدل القوة الضعف والإذعان، ويترك بساتين الجسد مشاعاً بلا أمان.‏

المرض كافر ينهب حرية الإنسان، ويطرد الحنان إلى أن يهرب الاطمئنان مثل ملاحق بتهمة تهريب عواطف جبلية ونظرات عشقية في عز الأيام الصيفية.‏

وتر الألم عازف سيء النغمة والأداء مثله مثل المطربات والمطربين المصروعات والمصروعين، الذين حين يغنون يتركون بساتين الوجدان عراء، ويقتلعون شجيرات الوعي والفرحة من الإصغاء.. كذلك الأمر مع الألم إذ يعطي العلة للأصحاء ويرميهم في مستنقع الإعياء.. والمشافي الخاصة تثقل على المرضى الأعباء، والأطباء الجشعون شركاء الأمراض الشوهاء، لأنهم عذبوا ضميرهم الإنساني وسجنوه لصالح رغبتهم العرجاء.. فصاروا جوعاً يضاف إلى الجوع بعيداً عن دروب السلامة والشفاء.. والشبع النفسي أنفس من شبع الجسد، لأنه يتخاصم مع الطمع والحسد، لكن زمناً مريضاً بالأطباء الوالهين بالأخذ والبيوت والجمع لولد الولد إنه زمان النكد وطول الهم والجلد..‏

أحزان الجسد لا تقل شأناً عن أحزان الأحلام، لكنها تجيد الأنين دون الكلام والأذى دون السلام، والذين يقرؤون في كتاب حزن الجسد قليلون من الأطباء والأحباء، لأن بطر المال ألهى العقول عن الدراية وضيع وعي الخير عن الهداية.‏

كن على حذرٍ أيها المريض حين تعبر خط الفقر وخط المرض وخط المشافي الخاصة.. والحذر لابد منه أمام سياسة قضم الفرح البشري الأميركية ورغبات الطب الجرباء التي تسرق السعادة بلا خجل أو حياء.. المال الكافر في عصرنا المجنون ليس أقل من الوباء.. والتحيات والشكر للشفاء وأنامل الممرضات السمحاء التي تقدم مع الحب الدواء بكل تضحية وسخاء.. شفاه خضراء ترش عطر الضحكات على البلاء، ليحضر البهاء.. ولا ننسى الأطباء جيران الأخلاق وأصدقاء الكلمات في الأحداق المسافرين إلى وجع النساءوالرجال بلا طمع أو نفاق.. بوركت موسيقا العافية... وبوركت بين الجسد والروح العلاقة الصافية مثل قصيدة ثلج كافية وافية وراضية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية