|
معاً على الطريق هل يكفي أن ننظر إلى الأفق لنرى وجوههم تقبل نحونا أم ننظر إلى السماء لنستدل على بيوتهم الجديدة؟ الذين رحلوا.. غرفهم فارغة.وعلّاقات ثيابهم تتكئ على عطرهم الحزين. أدراجهم لا تزال مقفلة..ورائحتهم على قبضة الباب لم يخبرونا مواعيد عودتهم، ولا كم يطول الغياب لكننا لا نزال نحلم أن نراهم من خلف النوافذ يقرعون الأجراس ويدخلون. الذين رحلوا ليخضرّ تاريخنا. لم يأخذوا أوراقهم الخاصة، ولا صورهم الشخصية. ولم يخبرونا عن مشاعرهم وهم في هودج الفراق. كأنهم لم يروا قلوبنا تمشي خلفهم من حارة إلى حارة ومن قهر إلى قهر. الذين رحلوا لم يغادروا من بيوت الروح يكفي أن ننظر إلى الأفق لنرى وجوههم أو ننظر إلى الأرض لنشاهد دمهم في خيوط المطر. والمطر؟؟ هطل غزيراً هذا الشتاء..مع ذلك لم يستطع أن يغسل الألم سينبت الورد غداً، ويدل على دمهم سينبت الزمن القديم ويشير إلى دروبهم البعيدة. الراحلون فجأة، يبتعدون ليقتربوا أكثر أيها المسافرون في فيافي الحزن انتظروا قليلاً, قهوة الأمهات على النار .. لا تغادروا في الغسق الأليم.. انتظروا لنضمكم قليلاً.. وقليلاً نشمّ ثيابكم إنها العتبات العالية التي تبكي.. إنها جبال البلاد التي تنحني على دمكم (وإننا لمحزونون على فراقكم) قليل عليكم أن نجمع النجوم وننثرها على جباهكم الأبية قليل أن نسوق البحر ليغسل أقدامكم وقليل على البلاد أن تسور خطاكم بالياسمين فأنتم كثير عديدكم..وفائض على طول البلاد وعرضها صمودكم ونحن قليل علينا أن تهب نسائم الصباح، كل صباح، ولا نقرئكم التحية والسلام. عليكم تنحني البلاد عليكم يميل الكلام. .................... الذين رحلوا.. هم الذين سافروا وتركوا أصواتهم في الممرات. وهم الذين غابوا من خلف منحنيات المدن والقرى وظهروا في مآقي العيون هم الذين ننتظرهم إلى أن يفنى الزمان. الذين رحلوا..أقصد الذين استشهدوا الذين غادروا أحضاننا إلى أحضان السماء تركوا هواتفهم وأقلامهم..لم يأخذوا ثيابهم الثقيلة ولا أغطيتهم الدافئة هم الذين يكتبون بالدم ويتغطون بعلم البلاد لتبقى البلاد، بلادنا ولتبقى الشآم مركز الكون وأرض حماة الديار (عليكم سلام ) أيها الراحلون فجأة الأمهات ينسجن لكم الزمان كنزات وجوارب هل ستأتون.؟.لم تبرد القهوة بعد. هل ستأتون؟ أم نلمّ أغطية الأيام هل تعودون ذات حلم يشق الروح..والروح خلفكم تمشي عودوا قليلاً.. أو اعبروا العتبات لحظة. هل تعودون؟ آه لو ترجعون ويرجع من غيبته الزمان؟ |
|