تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شــــكسبير علـــــى جنــــــاح ثربانتـــس

عن لوبوان
ثقافـــــــة
الخميس 22-9-2011
ترجمة: مها محفوض محمد

كاردينيو الشخصية الثانوية في رواية ميغيل دي ثربانتس تنسب اليوم الى إحدى مسرحيات شكسبير.

فقد تم العثور على مسرحية كانت ضائعة ولم تثبت هوية صاحبها الا مؤخرا حين أجمع النقاد على أنها احدى أعمال شكسبير الضائعة.‏

حول هذه المسرحية يقدم الكاتب الفرنسي روجيه شارتييه دراسة أدبية ثرة في كتاب عنوانه «كاردينيو بين ثربانتس وشكسبير» صادر عن دار غاليمار.‏

وفي دراسته هذه يسلط الكاتب الضوء على مسيرة تلك المسرحية الضائعة والتي استعار شكسبير شخصياتها وأحداثها من رائعة ميغيل دي ثربانتس «دون كيشوت».‏

وشارتييه هو كاتب ومؤرخ تابع شخصية  كاردينيو متابعة دقيقة والتي تعتبر شخصية ثانوية في رواية ثربانتس «دون كيخوته» وكيف اقتبس مغامراتها عشرات الكتاب الايطاليين والألمان والفرنسيين والانكليز، حيث كان ثربانتس قد ضمّن مغامرات كاردينيو قصص ومحطات فارسه دون كيشوت  الذي ناطح طواحين الهواء ليملأ الأرض عدلا بدلا من الظلم وقد شكلت قصة كاردينيو (قصة قصيرة) احدى ملفات دون كيشوت الكوميدية،ويفيد المؤرخ روجيه في دراسته هذه أنه منذ مطلع القرن السابع عشر كانت الشخصيات الدرامية الاسبانية مألوفة عند النظارة والقراء الانكليز فما بين عامي 1605-1607 ظهرت مسرحية غيلين دي كاسترو وتتناول أصل مغامرات كاردينيو كذلك الأمر عندما ترجم توماس شيلتون دون كيشوت الى الانكليزية كانت تلك الشخصية معروفة.‏

وفي عام 1612 عرفت خشبات المسرح البريطاني مسرحية كاردينيو الشكسبيرية التي ألفها بالتعاون مع فليتشر وعرضت على الخشبة لأول مرة عام 1612 لكن هذا العمل تبين أنه ضاع ولم ينضم الى مجموعة أعمال شكسبير الكاملة.‏

يقول الكاتب والناشر البريطاني لويس تيوبالد: المسرحية كتبها شكسبير أما مؤرخو الأدب فهم متفقون على اعتبار أن النص مقتبس من نص سابق وأن الأسلوب هو أسلوب القرن السابع عشر غير أنه وعلى امتداد التاريخ المعاصر بقيت شخصية كاردينيو مرجعا في جميع أنواع الأدب  وفي عام 1727 عادت مجددا شخصية كاردينيو الشكسبيرية الى المسرح واستمرت حمى التعلق بهذه الشخصية حتى مطلع القرن الواحد والعشرين لتتلقفها الروايات البوليسية والمسرحيات التي أعادتها الى شكسبير بعد أن أجمع عدد من المؤرخين على أن شكسبير هو مؤلفها.‏

ولنتذكر من هو كاردينيو هذا لابدّ من الرجوع الى دون كيشوت رائعة الأدب العالمي التي كتبها ميغيل دي ثربانتس بين الأعوام 1598-1604 ونشرت في مدريد عام 1605 وبعد عشر سنوات أي عام 1615 ظهر الجزء الثاني منها في رواية فروسية تشمل شخصيات عديدة على غرار البطل دون كيشوت وتابعه سانشوبانزا ومحبوبته وحفنة من أصحاب، نزل الفنادق والمطاعم الصغيرة التي شكلت محطات توقف لدون كيشوت واللصوص وقطاع الطرق..‏

الا أن كاردينيو يظهر وهو شاب فقير سرعان مايشارك في مغامرات دون كيشوت في غابات سيرامورينا حيث التقى صاحبه الذي فقد عقله نتيجة حبه لـ لوشيندي اذ يخيل له أنها تخونه.‏

أما في أحد الأعمال التراجيدية التي اقتبسها الكاتب الألماني كيرجير فيوس ونشرها عام 1657 فيظهر كاردينيو كطالب اسباني فقير يعشق الحسناء أولمبيا التي تنحدر من أسرة نبيلة لكن أولمبيا تتزوج من شاب اخر فيتوجه كاردينيو الى فتاة أخرى ويقتل عشيقها في لحظة غضب من غيرته عليها ويستأثر بها الا أنه لن يجد عزاءه عندها لانه لم يستطع نسيان أولمبيا.‏

ورغم أن هذه الشخصية اعتبرت ثانوية الا أنها تركت بصمات عميقة في وجدان التيار الرومانسي الذي نهض كمدرسة أدبية في تلك المرحلة وانتشرت في ألمانيا واسبانيا وفرنسا انطلاقا من رائعة ثربانتس التي لم تسلم أبدا من السرقة والاقتباس والتحوير.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية