تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طرائـــــف أدبيــــــــــة

ساخرة
الخميس 22-9-2011
احمد بوبس

دائما تكون حياة الأدباء غنية بالحوادث الطريفة التي قد يكون مبعثها الإفلاس أو الخوف أو غير ذلك. وهذه الطرائف قد تكون أحياناً أجمل من بعض كتابات الأديب.

- والأديب الكبير محمد الماغوط كان يعاني في بداياته من الفقر لدرجة الإفلاس، لذلك كانت تعليقاته معظمها في هذا الاتجاه، ومن ذلك أنه كان يسهر ذات يوم مع أصدقائه فجرى الحديث عن توقيت الليل والنهار في أماكن مختلفة من العالم وعن علاقة خطوط الطول والعرض بهذا الأمر، فقال أحدهم: إن الليل في القطب الشمالي طوله ستة أسهر، والنهار طوله ستة أشهر فاليوم هناك طوله سنة كاملة وإذا بالماغوط يعلق على كلامه قائلاً: ياسلام والله إن الحياة هناك ممتازة وبالأخص بالنسبة للمديونين فإذا جاءك الدائن يطالبك بما له في ذمتك من مال تقول له تعال إلي في المساء لأدفع لك وهذا يعني أن يأتي بعد ستة أشهر، والأحسن أن تقول له تعال غداً يعني أن يأتي بعد سنة!‏‏

- أما الأديب المصري عبد الله النديم فقد كان أحد المطلوبين بعد فشل الثورة العرابية فاستخفى هو وخادمه الأمي عند صديق له فجزع الخادم وأراد أن يرجع إلى أهله فأيقن النديم أنه إذا ذهب الخادم انكشف أمره، فأخذ يقرأ الجريدة يوماً ثم تصنع الجزع وقال:‏‏

لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.‏‏

فسأله الخادم عن الأمر الذي أفزعه فأجاب النديم: إن الحكومة قد جعلت لمن يرشد عني ألف جنيه ولمن يأتي برأسك خمسة آلاف جنيه!‏‏

فخاف الخادم وأخذ يبالغ في التخفي أكثر من سيده واستراح النديم، وإمام العبد الأديب المصري الظريف كانت له بشرة سوداء جعلته موضعاً للتندر بل كان هو بنفسه أكثر المتندرين ببشرته وذات مرة سئل عن سبب عدم زواجه فأجاب بالأبيات الشعرية التالية:‏‏

يا خليلاً وأنت خير خليل لا تلم راهباً بغير دليل‏‏

أنا ليل وكل حسناء شمس فاجتماعي بها من المستحيل‏‏

وذات مرة وفي إحدى المناسبات جلس الشاعر إبراهيم ناجي إلى جوار فتاة حسناء وبدت عليه السعادة لذلك وأراد أن يكلمها لكنها أفهمته أن أمها تجلس إلى جوارها فقال وهو يولي وجهه عنها:‏‏

وغادة تجلس في جانبي كأنها الزهرة في كمها‏‏

أبدع ما تنظر عين امرئ وخيبة الله على أمها‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية