|
سانا – الثورة
رغم استقدامهم لمجموعة من الدبابات لاستخدامها في المعارك على تخوم المدينة التي أبدت بدورها مقاومة عنيفة من قبل القوات الموالية للعقيد معمر القذافي التي تدافع بشراسة عنها فيما أعلن مقاتلو المجلس الانتقالي عن سيطرتهم على مدينة سبها باستثناء حي فيها في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية عن ظهور للعقيد الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام في مدينة بني وليد. فقد أقرت بريطانيا أمس أن طائراتها هاجمت القوات الليبية الموالية للعقيد معمر القذافي في ثلاث مناطق مختلفة. ونقلت رويترز عن وزارة الدفاع البريطانية قولها أن الطيران البريطاني دمر منشأة للقيادة والسيطرة في بني وليد ثم دمر هدفا ثانيا مماثلا في هون على بعد 260 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من ليبيا معترفة بأن طائراتها من طراز تورنادو جى ا.4 قصفت بعد ذلك مدرسة سابقة في سرت معتبرة أن المدرسة كانت قاعدة للمركبات المدرعة والمدفعية المضادة للطائرات. وكان القذافي قال في رسالة مسجلة أول أمس أن طائرات حلف شمال الأطلسي فى ليبيا لن تدوم. فيما أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن العمل العسكري للحلف في ليبيا سيتواصل ما دامت الحاجة تقتضي ذلك. من جهة ثانية قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية أمس إن قوات أوروبية خاصة قاتلت إلى جانب المعارضة الليبية المسلحة لمساعدتهم على السيطرة على ليبيا. وجاء تصريح زيباري أمام مجلس العلاقات الخارجية خلال اجتماع في مركز ابحاث بنيويورك. وعلى الصعيد الميداني استهدفت اربعة صواريخ غراد موقعاً أساسياً للمعارضة الليبية المسلحة بالقرب من مدينة بنى وليد. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن الصواريخ سقطت في محيط الموقع الذي يبعد نحو 15 كيلو متراً عن بنى وليد ما دفع المعارضة المسلحة إلى التراجع في حالة من الفوضى. بدورها استقدمت المعارضة الليبية المسلحة أمس مجموعة من الدبابات لاستخدامها في المعارك الهادفة إلى السيطرة على مدينة بني وليد. وقال مسؤول التفاوض عن جانب المعارضة عبد الله كنشيل في تصريح لوكالة فرانس برس أن الدبابات ستستخدم لدك حصون القوات الموالية للقذافي في بني وليد. وأضاف كنشيل نحتاج إلى كثافة نارية لمواجهة القناصة مشيراً إلى حشد مجموعات من المقاتلين من أجل شن معركة حاسمة خلال الساعات القادمة. وتواجه المعارضة الليبية المسلحة صعوبات متزايدة بينها غياب التنسيق والقيادة خلال محاولاتها السيطرة على بني وليد جنوب شرق طرابلس وبعد أكثر من أسبوع على انطلاق هجمات المحتجين على العاصمة الليبية باتجاه بني وليد إثر فشل مفاوضات لدخولها بشكل سلمي لم يحرز هؤلاء سوى تقدم بسيط وأصبحوا يتكبدون خسائر بشرية بشكل يومي. وقتل واحد على الأقل من مسلحي المعارضة أمس وأصيب آخرون بجروح في انفجار وقع عن طريق الخطأ في سيارة كانوا يقودونها قرب موقع يتمركز فيه الصحافيون على بعد نحو 15 كلم من بني وليد وبعد دقائق من هذا الحادث فقد مقاتل آخر السيطرة على سلاحه فبدأ باطلاق النار في كل اتجاه وكاد يصيب أربعة من زملائه. في هذه الأثناء قال عبد الحميد محمد آدم منسق اللجنة الإعلامية للمجلس الانتقالي بمدينة سبها أن مقاتلي المجلس الانتقالي الليبي تمكنوا من السيطرة على المدينة ما عدا حي المهدية. وفي مدينة سرت أشارت التقارير الاخبارية إلى احتدام القتال بين قوات المجلس الانتقالي والقوات التابعة للعقيد معمر القذافي غربي سرت. كما أعلن حامد الحاسي قائد كتيبة تابعة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي ان قوات المجلس يسيطرون على نحو 90 بالمئة من مدينة سرت مشيراإلى ان قبيلة الفرجان احد اكبر القبائل بالمدينة تعاونت مع قوات المجلس. وأوضح الحاسي أن الدفاع المستميت التي تبديه القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي يدل على وجوده أو وجود أحد أبنائه في المدينة. من جهته قال مصطفى الهوني عضو المجلس الانتقالي في مدينة الجفرة التي تقع على بعد ثلاثمئة كيلومتر جنوب سرت ان قوات المجلس سيطرت على أكثر من 70 بالمئة من المدينة . بدوره أوضح محمود ابو راس عضو اللجنة الاعلامية التابعة للمجلس المحلي بمدينة بني وليد في تصريح لصحيفة قورينا أن مقاومة عنيفة جدا تبديها قوات القذافي مشيراإلى أن ما دفع قوات المجلس الانتقاليإلى التراجع والتأخر في السيطرة على المدينة هو استخدام المؤيدين للقذافي مدافع ميدانية وراجمات بشكل مكثف. وأوضح ابو راس أن قوات المجس الانتقالي لديها مدافع وراجمات وصواريخ غراد لكن تنقصهم الذخيرة للتقدم والسيطرة على المدينة ولا يملكون سوى الاسلحة الخفيفة والمتوسطة . وفي سياق اخر أعلن محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي عن توقعه تشكيل الحكومة الجديدة في فترة لا تتجاوز 7 إلى 10 ايام. وأكد جبريل في كلمة القاها في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة أن الحكومة الجديدة ستضم ممثلين عن المناطق الغربية والشرقية وقد تم التوصلإلى اتفاق بشأن عدد كبير من الحقائب الوزارية مشيراإلى أن الجزء الاكبر من هذا العمل قد أنجز وتجري المناقشة حاليا حول تحديد عدد الحقائب الوزارية ومقر الحكومة المستقبلية حيث يمكن أن تتخذ كافة الوزارات من طرابلس مقرا لها. ولم يستثن جبريل أن يتم توزيع الوزارات على مناطق مختلفة من ليبيا وقال ان هيئات أخري ستشكل كادارة العروض الدولية ما يكسب عمل الحكومة شفافية وثقة. إلى ذلك افادت مصادر دبلوماسية ان حلف شمال الاطلسي الناتو قرر امس تمديد مهمته العسكرية ثلاثة اشهر في ليبيا. وذكرت ا ف ب ان التمديد الذي كان متوقعا قرره مجلس حلف شمال الاطلسي الهيئة القيادية في الحلف الذي اجتمع امس في بروكسل على مستوى سفراء الدول الاعضاء. وكان الامين العام للحلف الاطلسي اندريس فوغ راسموسين جدد التأكيد في نيويورك اول امس ان الحلف الاطلسي سيتابع مهمته طالما استمرت التهديدات على المدنيين لكنه عازم على انهائها متى تسمح الظروف. وكشفت مصادر تابعة لقوات المجلس الإنتقالي أن هناك أشخاصاً من مدينة بني وليد استدرجوا قوات المجلس إلى داخل المدينة ثم قاموا بقصفها في حين رفضت القبائل الموالية للقذافي تسليم السلاح. ومن جهة أخرى قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أن المجلس قطع شوطاً كبيراً في السيطرة على الأراضي الليبية. وأضاف عبد الجليل في كلمته في اجتماع مجموعة الأتصال الدولية الخاصة بليبيا في نيويورك أوردتها صحيفة قورينا الليبية صباح أمس أن 25 ألف شخص على الأقل قتلوا خلال الأزمة في ليبيا. وفيما أفادت تقارير إخبارية أول أمس بأن العقيد الليبي القذافي شوهد قبل يومين في مدينة سبها جنوب ليبيا قال سكان في بني وليد أن سيف الإسلام معمر القذافي شوهد قبل أيام قليلة فقط داخل المدينة التي تبعد مئة وسبعين كيلومتراً عن جنوب طرابلس. |
|