تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاولات محمومة لوأد الحلم الفلسطيني...ما عجز عنه أوباما يتكفل به ساركوزي؟!

الثورة
الصفحة الأولى
الخميس 22-9-2011
منذر عيد

يقال أن جورج بوش دعا توني بلير على الغداء ذات يوم.. وبعد الغداء.. خرجا للإدلاء بتصريح صحفي.. سألهم أحد الصحفيين : ماهي القرارات التي اتخذتموها أثناء اجتماعكم ؟؟ قال الرئيس بوش: قررنا أن نقتل 20 مليون مسلم ودكتور أسنان واحد.. ؟!

فقال أحد الصحفيين للرئيس بوش : ولماذا طبيب أسنان واحد؟؟ تبسم بوش....ثم مال على توني بلير وهمس في أذنه ألم أقل لك إن أحداً لن يهتم بال 20 مليون مسلم !.‏

ما سبق يروى على انه طرفة.. وللحقيقة هذا هو حالنا نحن العرب والمسلمين اليوم.. فبالامس اصبحت الطرفة حقيقة على لسان اوباما وساركوزي.‏

أولى خطوات وأد حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة أطلقها الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس في كلمته بافتتاح الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حين عارض فيها المسعى الفلسطيني وليؤكد إنه لا يمكن فرض السلام، وإنما يجب أن يكون نتيجة للمفاوضات!.. ليتبعها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بخطوة أخرى شبه مستحيلة عبر تحديد جدول زمني مدته عام لما يسمى ب»عملية السلام» في الشرق الأوسط ، وهو الذي يدرك أكثر من غيره ان مفاوضات عملية السلام كانت طوال عقود ورقة استخدمها الإسرائيلي لإضاعة الوقت وتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة.. والشواهد كثيرة منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وحتى يومنا هذا.‏

كي ندرك مدى خطورة ما طرح اوباما في كلمته إزاء قيام الدولة الفلسطينية والمنطقة برمتها، يكفي أن نعلم تبنيها من قبل حكام الكيان الصهيوني برمتهم.. حيث توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أوباما بالقول «إن جهودك هي شهادة شرف».. فيما رحب وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان بخطاب أوباما، وقال إنه «يتبنى الخطاب بكليته»، وعبر عن الرضا من عدم ذكر حدود 67 في خطاب أوباما، وقال إنه «خطاب حليف». وأضاف أن الطريق إلى السلام تمر عبر المفاوضات فقط، ولكنه ليس على استعداد لتجميد الاستيطان حتى ليوم واحد.‏

من جهتها قال رئيسة كاديما، تسيبي ليفني، إن أوباما عرض الصراع بصورة متزنة، وأنه صدق عندما قال إن السلام يتحقق فقط عن طريق المفاوضات وليس بقرارات من الأمم المتحدة.‏

أوباما أكد التزامه مجددا بأمن إسرائيل، وقال إن الحل الوحيد للمشكلة الفلسطينية هو اللجوء إلى المفاوضات، مشيرا إلى أن هذه المهمة صعبة جداً ولكنها في الوقت نفسه مهمة لا بد منها.‏

الموقف الفرنسي لم يكن أفضل حالا من نظيره الأميركي.. وما عجز اوباما في الافصاح عنه تكفل به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إذ اقترح أن تمنح الأمم المتحدة الفلسطينيين وضع دولة مراقب، وحدد جدولا زمنيا مدته عام لما يسمى ب»عملية السلام» في الشرق الأوسط.‏

ودعا ساركوزي في خطابه في الجمعية العامة إلى وقف الجدل الذي لا ينتهي حول المعايير، والبدء بالمفاوضات من أجل تحديد جدول زمني دقيق.‏

وأضاف أنه في إطار خريطة طريق، يقترحها، يجب أن تبدأ المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل خلال شهر، في حين أن الاتفاق حول الحدود وقضايا الأمن يجب أن يتبلور خلال ستة شهور، والاتفاق النهائي خلال سنة.‏

وقال أيضا إن الجميع يعرفون أنه لن تحصل فلسطين على اعتراف كامل ومطلق كدولة عضو في الأمم المتحدة، ولكن لا أحد يشكك في أن الفيتو في مجلس الأمن من الممكن أن يؤدي إلى نشوء دائرة من العنف في الشرق الأوسط.‏

يتغنون بالديمقراطية وبأحقية الشعوب العيش بحرية وسلام.. ولكن شريطة أن لا يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، أو مصالح دولهم.. يعملون على زعزعة استقرار دول آمنة عند أي مصلحة لهم فيها.. ويتشدقون بالحرية كمطية لتحقيق اهدافهم ..فيما شعب تحتل أرضه منذ أكثر من ستة عقود، ويتعرض لابشع انواع القهر والتمييز العنصري المسألة هنا فيها نظر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية