|
دمشق
الممزوجة بمفردات التراث السوري العريق على مدى قرون من ابتكار الإنسان العربي لإشاراته الأولى وتعبيراته الجسدية التي أنتجها العمل والتأمل في الطبيعة وعكس ذلك في لغة الجسد الراقص وقدرته على مخاطبة العالم المعاصر من خلال صياغة جمل حركية تنجح في اختزال الخطاب الفني التقليدي. ونجحت أورنينا التي اختتمت مساء أمس مهرجان دمشق للفنون الشعبية بتقديم أطروحتها الحركية في عرضها الراقص /السيف والوردة/ حيث جسدت بشكل لافت تاريخ حضارة سورية منذ أولى الكتابات الآرامية مروراً بكل من سكن الأرض العربية ورفد حضارتها عن طريق السرد البصري واللوحات الراقصة والأغاني التي تقدم الحكاية الشعبية ممزوجةً بالملحمة الشعرية الغنائية. وبدأت الفرقة السورية عرضها بتقديم لوحات راقصة مهدت عبر تنويعة من الديكورات والأزياء المتحركة لمناخ غرائبي قوامه الدمج المستمر بين الأصالة والمعاصرة عبر مجموعة من الأساليب الاستعراضية التي يصبح فيها الجسد علامة فارقة في كتابة الخطوط الدرامية للعرض تاركاً مساحاته الخاصة بين الفعل ورد الفعل معتمدةً على ثنائية /السيف والوردة/ كسمة أساسية في المقاربة بين حساسية الوردة كرمز للحب والعاطفة المتدفقة والرهافة من جهة وبين السيف كرمز للمضاء والحد بين الجد واللعب. وزاوجت أورنينا عبر ثنائية السيف والوردة من خلال اشتغالها على تقديم حضارة تدمر كمملكة استثنائية في قلب الشرق القديم بالتعبير عن جمال وأنوثة ملكتها السورية الخالدة زنوبيا وقدرتها في الجمع بين حساسية المرأة الوردة وبين حكم مملكتها تدمر والوقوف في وجه إمبراطورية روما في القرن الثالث الميلادي وكيف جسدت زنوبيا ثنائية السيف والوردة في شخصيتها الكاريزمية في ذاك العصر من الزمان. |
|