تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لكل هذه الأسباب !

البقعة الساخنة
الجمعة 7/11/2008
أحمد حمادة

بعد فوز باراك أوباما الكاسح على منافسه جون ماكين في انتخابات الرئاسة الاميركية, وبعد تحقيق الديمقراطيين السيطرة المطلقة على البيت الابيض ومجلسي الكونغرس ( النواب والشيوخ) للمرة الاولى منذ عام 1968 ,

فإن السؤال الذي يلقي بظلاله على هذه النتيجة التي جلبت رئيساً أسود للبيت الابيض في سابقة أولى من تاريخ الولايات المتحدة هو: أي تغيير ستشهده أميركا في السنوات الأربع القادمة?! وهل التغيير مرتبط بالرئيس حقاً أم إنه مرهون بنظرة الكونغرس والبنتاغون وأجهزة السي آي ايه ومن ورائها جميعاً الشركات الكبرى التي تتحكم بسياسات أميركا واستراتيجيتها ومصير العالم الذي لعبت به كثيراً في سنوات بوش الثمانية الماضية?!.‏

أسئلة كبيرة وكثيرة ويصعب على المحللين التنبؤ بتفاصيلها لأن المعطيات والمؤشرات تكون أحياناً متناقضة جداً, فمن جهة يستطيع الرئيس أن يغير الكثير فعلاً في سياسات أميركا نظراً للصلاحيات الممنوحة له في الدستور الأميركي, ومن جهة نعلم جيداً أن ثمة مؤسسات سياسية وأمنية واقتصادية وحتى دينية و( لوبيات) كثيرة تتحكم بمصائر القرار في أميركا وتدفع الرئيس مهما كان ديمقراطياً أو جمهورياً لتبنيها وحتى الدفاع عنها مهما كانت نتائجها , ولكن ثمة شيء جديد علينا إداركه!!‏

وهذا الشيء الجديد أن أميركا مع رئيسها الجديد أوباما, وحتى مع ماكين فيما لو كان قد نجح, هي بحاجة للتغيير ومهما كانت توجهات البنتاغون والكونغرس والشركات العملاقة ومهما أفرطت أميركا في وضع الخطط والحروب فقد أصبحت بحاجة للتغيير الجذري في سياساتها الخارجية والداخلية, لأن الأزمة المالية العميقة ضربتها في صميم تكوينها الرأسمالي, ولأن الأزمة الأخلاقية جراء حربها الظالمة ضد العراق وأفغانستان وقتلها للملايين في أصقاع العالم جرت لها الويلات, ولأن المواطن الأميركي لم يعد يتحمل سياسات لا تعبر عن أحلامه ومصالحه ولأن هناك الكثير من الأسباب التي لا نستطيع ايجازها في سطور, ولذلك كله فإن الفرصة كبيرة أمام أوباما للتغيير الكبير ,فهل نشهده?!‏

ahmadh@ureach.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية