|
صفحة أولى و(التغيير) شعار كان يحمل الكثير من الخطورة, لكنه حمل في الوقت نفسه كثيراً من المعرفة العبقرية. فهو ادرك حجم المأساة التي تسبب بها بوش وادارته للشعب الاميركي ذاته, واحس بحجم الدمار في العلاقات غير الرسمية التي جعلت شعوب الارض تناصب الادارة الاميركية, ومن خلفها المجتمع الاميركي كله, العداء, لسبب لا يكمن في المجتمع نفسه, لكنه يحمل جريرة ووزر الادارة المتسلطة التي وظفت كل الافكار الخرافية, لتضع شعبها في مواجهة عدائية مع شعوب الارض, متذرعة بالحفاظ على امنه, واستقرار وجوده, ولكن هل نجحت ادارة بوش في تحقيق ذلك! الاجابة كانت مجلجلة في نتائج الانتخابات والصناديق التي انتظرت ثماني سنوات لتصدر حكمها القطعي بحق الادارة التي غررت بالمجتمع الاميركي وتسببت بحرمانه كثيراً من عائداته الاقتصادية, لتصرفها في ميدان العدوان والقتل والاحتلال. ونتائج الانتخابات الرئاسية تمثل العقوبة التي يستطيع الشعب الاميركي فرضها بحق من استغل ثقته التي منحه اياها.. ولكن السلة مليئة بالهموم والمشكلات التي تنتظر أوباما وفريقه القادم. فخلافاً لأكثر من 500 مليار دولار في خانة العجز, وخلافاً للأزمة الاقتصادية التي رافقت رحيل ادارة بوش, وخلافاً لما يواجه قطاع الخدمات الاجتماعية والتعليم والصحة, من تراجع في مستوى الخدمة, تبقى المهمة الاكبر التي تواجه الادارة القادمة وهي كيف تعيد الصورة المشرقة للشعب الاميركي وموقفه الحقيقي في مساندة الحق, والحفاظ على الامن والتوازن والاستقرار في العالم كله. ويبدو ان شعار (التغيير) يساند الاهداف الجديدة ويدعم سعيها للتخلص من تركة من العيار الثقيل. |
|