تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العرب والقادم الجديد

حدث وتعليق
الجمعة 7/11/2008
منذر عيد

فاز المرشح الديمقراطي باراك اوباما بالرئاسة ..ولا شك أن ذلك سطر علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية لاسباب كثيرة.

فانتصار أوباما لاقى ترحابا وفرحا عارمين في اوساط الديمقراطيين والاقليات في اميركا, كما هو الامر في افريقيا..وهذا امر طبيعي لانه ديمقراطي وخرج من اوساط تلك الاقليات المضطهدة .. وهو ذو اصول افريقية , وهذه الاسباب تبرر لتلك الاوساط سعادتها وفرحتها..ولكن ماذا بشأن العرب ,هل يحق لنا ان نفرح ونهلل لفوز اوباما? ان كان يحق لنا ذلك ,فلسبب واحد هو رحيل جورج بوش وطاقمه الجمهوري عن ادارة البيت الابيض لما اذاقت المنطقة والعرب من ويلات الحروب والموت ,وبانتظار انكسار شوكة المحافظين الجدد في تلك الادارة.‏

اوباما وعد بالتغيير وهو مطلب اميركي داخلي وعالمي وخاصة بعد ذلك الموروث المملوء بالخراب في جهات العالم الاربع الذي تركه له بوش.‏

ولكن ماذا يعني التغيير?,هل سيضغط اوباما على اسرائيل للانسحاب من اراضي عام 1967 التي تحتلها اسرائيل ,واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس?,ام هل سيسحب جنوده من العراق الجريح بسسب التنكيل والاجرام الاميركي?.‏

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهي قضية العرب الأولى, فإن أوباما لا يختلف كثيرا عن سابقيه من الرؤساء إذ إنه يعتبر التزام أميركا إزاء إسرائيل غير قابل للنقاش ,وبالنسبة للعراق فإنه سيبقي على قوة أميركية للقيام بمهمات ما اسماه مكافحة المسلحين وحماية الأميركيين هناك, الامر الذي يثير تساؤلات فيما اذا كان ذلك تراجعاً عن وعود قطعها سابقا بالانسحاب الكامل!.‏

قد يكون من السابق لأوانه التعويل من قبل العرب على تغيير اوباما, رغم ضرورة التفاؤل فالولايات المتحدة ام التناقضات, أليست هي من قتلت القس الأسود مارتن لوثر كينغ,وهي من اختارت الاسود أوباما?والاهم من كل ذلك أن مصلحة أمريكا, ومصلحة إسرائيل , هما اللتان ستحكمان أي نظرة إلى المنطقة العربية, أو الشرق الأوسط .‏

ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هي واقعية,ونحن الان امام رئيس أسود في البيت الابيض بانتظار تبييض صورة الولايات المتحدة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية