تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جميل صليبا .. رحلــــة عطــــاء ومســــيرة وفكـــــر

ثقافـــــــة
السبت 24-9-2011
يوثق الكاتب الياس انطون نصر الله في كتابه (جميل صليبا مفكراً ومربياً) آثار هذا الراحل المكتوبة والمجالات الفكرية التي تطرق إليها في كتبه ومقالاته وأبحاثه النظرية إضافة إلى المراجع التي اعتمد عليها لتأليف الكتاب.

ويتناول الكتاب الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب في أربعة فصول مسيرة الدكتور صليبا وعطاءاته، إذ إنه تحت عنوان: (حياة جميل صليبا) يبين أنطون نشأة هذا المفكر ودراسته وعمله في وزارة المعارف ونشاطه في كلية التربية وفي مجمع اللغة العربية ومنحه درجة الدكتوراه في الآداب قسم الفلسفة حيث كان بذلك أول عربي سوري يحمل هذه الشهادة في العلوم الإنسانية.‏

بينما لخص الفصل الثاني أهم آثار الدكتور صليبا من مؤلفات في الفلسفة والمنطق وعلم النفس والتربية والأدب فضلاً عن استعراض سريع لمضامين كتبه المحققة والمترجمة وأعماله في النقد.‏

وأوضح نصرالله في الفصل الثالث المنطلقات الأساسية عند الدكتور صليبا وانعكاساتها التربوية موضحا انه كان مدركا لأهمية اللغة العربية في حياة العرب القومية إذ حارب كل مواقف التشكيك فيها وتجسد ذلك في قوله «إذا كان هنالك لغات تهبط بالفكر من السماء إلى الأرض أو تزحف به على وجه الطبيعة فإن اللغة العربية ترفع الفكر من الأرض إلى السماء وتحلق به في الأعالي بأجنحة قوية لأنها من أغنى اللغات وأوسعها اشتقاقاً وأدقها تعبيراً».‏

ويوضح الكتاب سمات المواطن العربي الصالح بحسب صليبا التي يحددها بقوله.. إن المواطن العربي لا يكون صالحاً إلا إذا كان إنساناً صالحاً وينبغي له أن يكون عالماً.. عاملاً.. قوي الإرادة.. حسن الأخلاق.. شديد التفكير.. متفائلاً بالخير.. متمسكاً بمبادئ الحق.. مؤمناً بالمثل العليا.. مدركاً لحقوقه وواجباته.. مشبعاً بروح التضامن والتعاون وعاملاً للمصلحة العامة.‏

كما يتطرق لمفهوم الديمقراطية بالنسبة لهذا المفكر التي يعتبرها سيادة الشعب والمساواة والعدل والحرية والكرامة الإنسانية فلا مساواة بلا حرية ولا حرية بلا مساواة ولاسيادة للشعب إذا منع أفراده من التمتع بحرياتهم الطبيعية والقانونية.‏

وتعتبر الحرية والواجب مفهومين متلازمين في فكر صليبا إذ يبين أنه من شروط الحرية أن تكون منظمة في حدود القانون فلا تنقلب إلى فوضى اجتماعية وأن تكون مصحوبة بعدل اجتماعي فإذا شط أحد الأفراد في حريته منع غيره من التمتع بحقه فلابد للمجتمع إذاً من وازع مشترك وهذا الوازع هو القانون.‏

وتطرق الفصل الرابع إلى موقع الفكر التربوي عند الدكتور صليبا وعن المحور الرئيسي لفكره من الأصالة والمعاصرة وكذلك عن أثره في الثقافة والتربية العربية المعاصرة.‏

وكتبت الدكتورة ملكة ابيض في مقدمة الكتاب.. ان هذه الدراسة تمثل نموذجا معاصرا لكتابة سير هؤلاء الأعلام في المجالات الثقافية وهذا اللون من الكتابة التاريخية يرتدي أهمية خاصة في هذه المرحلة من تطور الثقافة العربية لأنه يشكل قاعدة لا غنى عنها لمعرفة ما تم من منجزات في جميع المجالات الثقافية وتحديد موقعها بالنسبة للمستويات والاتجاهات العالمية وهذا ما يجعل من الدراسة إسهاما كبيرا في إغناء المكتبة التربوية العربية ولبنة هامة في بناء الفكر التربوي العربي المعاصر.‏

وأضافت انه لم تعد التربية علماً واحداً بل أصبحت تشتمل على عدد كبير من العلوم تسمى علوم التربية لافتةً إلى أهمية تاريخ التربية لان قيام نظرية جديدة أو إصلاح كبير يتوقف على معرفة الماضي بحسناته وسيئاته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية