تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكولاج..نقطــة انتقــال لفـن متحـرر حديـث!

ثقافـــــــة
السبت 24-9-2011
رانيا خطيب

الكولاج أو الفن التصويري - كما يترجم كان نقطة تحول رئيسية في تطور الفنون الحديثة وهو أن تصنع لوحة من مواد مختلطة وليست من مادة واحدة فقط، هذه المواد قد تكون ورقاً، مناديل، تجليداً، ورق جرائد مجلات، بطاقات، معادن، أشياء بلاستيكية، قماشاً، أسلاكاً صوراً فوتوغرافية، صدفات، حصياً، ألعاباً مهملة، وأدوات مطبخ....الخ.

يتم تجميعها يدوياً وتكوين اللوحة بشكل مستو تقريباً ويكون ايحاؤها أنها ثلاثية الأبعاء نتيجة الصور المستخدمة ويمكن تطبيقه رقمياً عن طريق برامج الجرافكس إذ يمكن جمع صور متعددة وإلصاقها فوق بعضها البعض لتكوين الشكل النهائي!..‏

منشأ الكولاج، تاريخه، مؤسسوه‏

يعتبر بيكاسو وبراك أول من اخترعاه وأسسا مبادئه عام 1907 حيث كانا يعملان سوياً وأد هذا التلازم إلى تشابه انتاجهما تمهيداً لظهور المرحلة التالية من مراحل الفن الحديث المتمثلة في الفن التلصيقي وهو ذلك الفن الذي يستخدم الأسلوب التكعيبي أصلاً لكن بلصق مواد على القماش وغير ذلك مما يراه الفنان!...‏

هناك آخرون أعجبوا بهذا الفن واتفقوا معه وقاموا بتطويره والصعود به إلى سماء الفن من جديد بعد أن كان مجرد مصادفة عند مؤسسيه منهم كريس الذي حاول حل المشكلات وفهم المشاعر وايصالها خلال هذا الفن بوعي أكبر وقد تطور هذا الفن عند الأوروبيين حتى أصبح يدخل في العمارة والهندسة والديكور الداخلي فاستخدامات الكولاج داخل اللوحات يعطيها بعداً حياتياً خاصة إذا ماشاهدنا قطعة القماش التي كانت بالأمس القريب مستخدمة في مفردات اللباس اليوم المعتاد لنا كبشر لكنها ستأخذ مدلولاً آخر يبتعد كثيراً عن الفهم البسيط والمباشر والمناشر لذلك الاستخدام وكذلك (CD)الذي كان بالأمس القريب صداحاً بصوته النقي أصبح داخل اللوحة ذا معنى مغاير لاستخداماته الطبيعية.. يكمن اختلافه وجماله بأن الأشياء واقعية نستخدمها تحيلنا إلى معان أخرى نتذوقها بمجرد رؤيتنا للعمل متكاملاً أحياناً يعتبر هذا الفن أسلوباً وليس فناً بحد ذاته..‏

وقد طبقت هذه التجربة في دمشق في مدرسة بسام حمشو حيث تحول الحائط الذي طبق عليه هذا الفن إلى لوحة غاية في الجمال والإبداع شدت إليه الكثير من الأنظار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية