تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المجمعات الثانوية .. تجربة فشلت فكيف نعممها!؟

محليات ـ محافظات
السبت 24-9-2011
ربا أحمد

تجربة المدارس المختلطة كانت من التجارب الناجحة ,والآن هناك تجربة جديدة تطبقهاوزارة التربية ، وهي المجمعات الثانوية ،

التي ستضم الآلاف من طلاب وطالبات الثانوية في مجمع واحد مختلط وسط المدينة ولمحافظة طرطوس حصة من هذه المجمعات.‏

ويرى البعض أن إنشاء هذه المجمعات تكريس للمدارس الخاصة ، فالآلاف في نفس البقعة أمر غير مقبول ، وكادر بالمئات لن يكون قادراً على اللحاق بتفاصيل ما يحدث والإحاطة بكافة المشاكل ,إضافة لمشكلة التنقل التي سيشمل مصروفها /3/أولاد بالمنزل ما يعني أنه رقم لا يستهان به إلى جانب مفرزاته السلبية بالتأخير ، وحجة الازدحام وعدم وجود سرافيس من قبل الطلاب .‏

و المجمع الذي سيضم حوالي /3/آلاف طالب وطالبة، يلفت من خلاله المهندس علي يوسف أن المساحة المخصصة لهذا التجمع غير كافية بالمطلق ، والأمتار المربعة المحسوبة على هذا الأساس غير دقيقة وليست وفق متطلبات الدراسة العالمية ، مشيراً إلى أن المجمع أقيم في أكثر المناطق ازدحاماً في المدينة دون أي اعتبار ، حيث يشكل شارع المشبكة اليوم أكثر المناطق ازدحاماً بالمحال التجارية والدوائر الحكومية ، و يعتبر مركزاً تجارياً شعبياً، وفيه يتركز عدد كبير من العيادات الطبية والمجمعات المكتبية والهندسية ، وبالتالي شارع يعصف بالمارة والسيارات ، لا يمكن أن نتخيل ما سيحدث.‏

عضو مجلس المحافظة سمير خضر أكد أن فشل تجربة المجمعات في اللاذقية وحلب تدعونا لإيقاف تطبيقها بطرطوس فوراً ، حيث يكفي أن نقيس على تجربتهما والنتائج التي أدت لزيادة عدد المدارس الخاصة فيهما بشكل واضح ، ففي محافظة اللاذقية بعد أن اتجه الأهل لوضع أبنائهم فيها خوفاً من المجمع زاد عدد المدارس الخاصة من مدرسة إلى خمسة في عامين دراسيين فقط ، وبالتالي نتائج التجربة يجب البناء عليها ، داعياً إلى استخدام هذه المجمعات كسكن جامعي للطلاب الجامعيين . مديرية تربية طرطوس رأت أن فكرة المجمعات الثانوية هي من قرارات وزارة التربية بموافقة رئاسة مجلس الوزراء ، وجرى تطبيقها في محافظتي اللاذقية وحلب ، وهي حل لمشكلة الدوام النصفي في المحافظة ، حيث ستتحول مدارس الثانويات التي سيتم إخلاؤها إلى مدارس للتعليم الأساسي ، وبالتالي المحافظة ستتخلص من مشكلة الدوام النصفي الذي يعتبر من أبرز مشكلات المنهاج الجديد إضافة لإنهاء مشكلة عودة طلاب الحلقة الأولى أو الثانية الساعة الخامسة مساءً في الشتاء..‏

وأشارت إلى وجود /1000/ طالب وطالبة تقريباً في عدد من مدارس المحافظة ، ولم تحدث مشكلة بسبب العدد الكبير من الطلاب ، وواقع المدارس متآلف، ولم تحصل أيّ مشكلة تبرز وجود التخوف المطروح، لافتة إلى أنَّ مدارس الثانويات في محافظة طرطوس تضمُّ الطلاب من كافة الأحياء الموجودة في المحافظة ، والمجمع في موقع مميّز بمركز المدينة وجميع سيارات النقل العامة تمرّ من أمامه أو قريباً منه .‏

قد تكون مشكلة الدوام النصفي من أكبر المشكلات التربوية، ولكن يبدو أنَّ هناك من لا يرى فيها إلا المشكلة المكانية.‏

فهل فكّر أحد بحجم الباحة التي من الممكن أن يخرج إليها هؤلاء الطلبة مجتمعين، وكم هو عدد الموجهين التربويين اللازمين لحماية هؤلاء الطلاب حتى من أنفسهم، وأيضاً كم هو عدد المرشدين النفسيين الذين نحتاج إليهم لمعالجة مشكلات هؤلاء الطلاب أليس في هذه التجربة تجميع لمشكلات متفرقة لحلّ مشكلة واحدة كان من الممكن حلّها بغير طريقة؟.. وأيضاً هل سأل أحد ما نفسه عن كيفية ممارسة هؤلاء الطلاب لهوايتهم، وأين؟‏

وهل تنطبق على هذه التجربة شروط وزارة التربية نفسها من حصة الطالب من الأمتار المربعة إلى أماكن ممارسة الألعاب والهوايات تلك التي تتشدّد وزارة التربية في تطبيقها على التعليم الخاص، أم إنَّ ذلك لا ينطبق على التعليم العام؟.. والسؤال الأهم هنا: هل يحقّ لنا التجربة بأبنائنا؟.. ألا نغامر هنا كثيراً؟..‏

نتمنّى ألا يأتي الوقت الذي نقول فيه لأنفسنا: إنَّ مشكلة الدوام النصفي كانت بسيطة تجاه القادم من المشكلات التي ننتظرها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية