تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من دمشق الى لاس فيغاس ..الحورية واحدة!!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 3-10-2017
عزة شتيوي

كانت أشبه بالطلاسم حتى ترجمت بعد ساعات انفجاراً ارهابياً هز حي الميدان الدمشقي ..تصريحات رئيس الاستخبارات السعودي تركي الفيصل التي خلت في مضمونها من أي معنى سياسي أو عقلاني,

مررت الجملة «الشيفرة « التي تحدثت عن وجود معدات في سورية ستغير الوضع بالقوة ... واي قوة للسعودية الا في ارهابها الذي وجد طريقه الى مخفر الشرطة ففسر الانتحاريون طلاسم «الجوكر الاستخباراتي « في استعادة الورق السعودي الى اللعب الاقليمي بعد أن كادت تطوى صفحته داخل العاصمة دمشق على الأقل ..‏

لاتدل تصريحات الفيصل وملحقاتها الانتحارية سوى أن واشنطن بدأت فعليا» تقلب الطاولة على اتفاقاتها مع موسكو في التهدئة داخل سورية, وأن ثمة استراتيجية أميركية في ايقاظ حلفاء واشنطن من نومهم أوحتى حردهم فوق الملف السوري والعودة بهم مجددا بعد أن قذفتهم التطورات الى تأزم خليجي مع قطر ومشدات سياسية مع ايران وصلت حد الايحاء بأن المواجهة التي تقودها واشنطن باتت خارج الفلك السوري , وتجاوزت كل الملفات لتصل الى الصدام المباشر مع ايران بسحب الاتفاق النووي .‏‏

ما حدث في حي الميدان بالامس قد تكون الاشارة فيه الى الارهابيين سعودية , لكنها أميركية التصنيع بامتياز نستطيع التقاطها بما جاء على لسان الفيصل بأن سياسة التهدئة رغم كل ماجنته في سورية من تخفيض للتوتر ومصالحات وعودة مهجرين «لم تنجح» وقد نترجم مصطلح عدم النجاح في قاموس النية الأميركية لانها المتضرر الأكبر من تعافي سورية .‏‏

واشنطن بما يحدث من تطورات ارهابية تلمح مباشرة الى تفخيخ آستنة وتخريب توازناتها ..والا كيف لداعش ومن يوازيه من عصابات مسلحة أن يخرق أمان العاصمة, ويظهر مجددا بعد أن دحر في البادية ويهدد القريتين والسخنة وهو المتهاوي كالدومينو حتى دير الزور لو لم يكن أحد الأطراف الذين يدعون مكافحة الارهاب يخطط لانقاذ هذا الارهاب ..وكيف لنا ألا نتهم واشنطن مجددا بعد مشاهد» السلفي والحميمية «بين جندي أميركي ومتطرف داعش على مسرح البطولات المصطنعة لقسد في الرقة‏‏

بالأمس لم نسمع صوت الانفجارات في دمشق فقط بل جاءنا صداها أيضا من ولاية لاس فيغاس الأميركية , والأولى يتبناها الارهاب بما يمثل من داعش والنصرة والثانية تبناها داعش» شخصيا.».وما على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الا أن يفهم بأن مايقلبه من طاولات لمكافحة الارهاب في سورية وصل زلزاله الى عقر داره, وأن عرس الورقة المتطرفة الذي يتهيأ لاستعادته في سورية, بدأت طبوله تثقب الأذن الأمنية والاستخباراتية لأميركا بعد أن ثقبت الأذن الأوروبية قبلها ..ويبقى الغريب في ترامب أن هذا الرجل الذي يشبه البغدادي واتباعه في سلوكه الأخلاقي يعرف تمام المعرفة أن من يبحث عن الحوريات في سماء سورية سيطمح أكثر الى الحوريات في سماء أميركا ..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية