|
كواليس ثمة حاجة ملحة للتفكير والتأمل بعدم الانخداع بما يتم الترويج له من قبل هذه القوى التي فشلت في الوصول إلى أهدافها عبر داعش وبدأت تستبدل أدوات وأساليب الحرب من خلال تجزئة المنطقة وتحويلها إلى دويلات صغيرة وضعيفة فهل من يفكر وهل من يتأمل؟ اليوم الجميع بحاجة إلى شجاعة استثنائية بعدم السماح لأي طرف بتمرير أي مشاريع خارجية وأن يتوافر الحرص المشترك أكثر من أي وقت مضى على تحصين الجسم الوطني ضد الآثار والتداعيات التي تأتي من الاملاءات الخارجية وسد كل الثغرات الموجودة أمام هذا الاستهداف وأن يعمل الجميع على تعميق الوعي الوطني الجمعي ليقول بصوت واحد لا يحق لأي مكون أن يصادر العقد الاجتماعي ويلغي شكل الدولة ونظامها السياسي بصورة آحادية وبردة فعل غير محسوبة النتائج لما ينطوي عليه مثل هذا التصرف من تهديد سافر لوحدة الجغرافيا والشعب لأن قوة الدولة من قوة شعبها الذي يرفض أن تمس وحدتها ودستورها وسيادتها الوطنية ولأن مستقبل وشكل الدولة لا يقبل الخضوع للأمزجة والحسابات الآنية الضيقة وإنما هو حصري بيد الشعب كما يحدده الدستور وتحميه إرادة الشعب والقوانين الدولية وبالمقابل ثمة حاجة ملحة أيضاً لنفكر ونتأمل دائماً أن المواطنة ليست مجرد كلمة وإنما هي مسؤولية وشرف لا يمكن بأي حال من الأحوال التملص منها أو ادعاؤها دون تحمل ما تعنيه من معان سامية وواجبات تجاه الوطن ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته ومواجهة محاولات إنتاج وترويج انتماءات جزئية مقابل الهوية الوطنية الواحدة وأن يدرك الجميع حقائق الواقع وخلفيات الاستهداف المستمر للمنطقة بدءاً من محاولة تغيير الوجه السياسي والثقافي والبشري للمنطقة وإعادة رسم خارطتها من جديد بما يخدم استراتيجيات ومصالح بعض القوى الأجنبية وفي مقدمتها إسرائيل، هذه هي الرؤية الأميركية للواقع العربي يراد منها جعل الوطن العربي عرضة للتدخل في أدق جزئياته وجميع مكوناته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهي رؤية تقوم على مطالبة العرب بإعادة النظر بكل شيء في منظومتهم الفكرية والعقائدية وإعادة صياغتها وإنتاجها من جديد لكي تتوافق مع الاستهداف الأميركي الاستعماري فمناهج التعليم العربية تشكل خطورة على (اسرائيل) المغتصبة للحق العربي وتكريس المبادئ الوطنية والقومية في المناهج يتعارض مع أهداف المخطط الاستعماري تجاه المنطقة.. فهل من يفكر وهل من يتأمل.؟ |
|