|
نافذة على حدث إنها فلسطين المحتلة ومأساتها المتواصلة منذ أكثر من63عاماً تواجه اليوم على منبر منظمة الأمم المتحدة حرباً ضروساً تشنها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وحلفاؤهم الأوروبيون ليس لشيء سوى أنها تريد الحرية والكرامة لها ولأبنائها والانعتاق من براثن الاحتلال. أميركا تهدد بالفيتو لإجهاض المسعى الفلسطيني للحصول على الاعتراف من الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967 لا بل إنها ومن خلال الكونغرس تعد قراراً لقطع المساعدات الإنسانية عن الفلسطينيين وفي الوقت ذاته تطالب السلطة الفلسطينية بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل وتجد في ذلك الخيار الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة وتضع الفلسطينيين أمام خيارين أحلاهما مرّ فإما الموت تحت نيران جنود الاحتلال وإما الهلاك جوعاً. الولايات المتحدة تجدد دعوتها الفلسطينيين إلى المفاوضات رغم أنها لم ولن تلزم إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، والحقيقة إن ما تريده أميركا من المفاوضات لا يغدو عن كونه ورقة ابتزاز جديدة هدفها إخضاع الفلسطينيين للشروط والإملاءات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتسوية والمرجعية والسقف الزمني لها حيث إن الفلسطينيين وعلى مدى نحو20عاماً من المفاوضات العبثية لم يحصلوا إلا على أنهار من الدماء والأشلاء ومزيد من الاستيطان والتهجير والتهويد. ومع ذلك فإن موقف الراعي الأميركي ليس بالأمر المستهجن خاصة إذا ما عرفنا أن الولايات المتحدة استخدمت الفيتو36مرة لحماية إسرائيل كما أنها كانت قد أفشلت مؤخراً مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي. إن مصداقية الغرب ومؤسساته الدولية اليوم باتت على المحك فإسرائيل تفعل ما تشاء دون مراقبة أو مساءلة أو محاسبة بل إن مجتمع الكيل بمكيالين الدولي يتسارع لخدمتها وتحقيق مآربها العدوانية في الوقت الذي يطبق على سورية سيف عقوباته الدولية تحت نفس الحجج والذرائع الواهية التي تحاول أميركا وحلفاؤها تسويقها لشعوب المنطقة حول الكرامة البشرية والعدالة الإنسانية. ولكن رغم أكاذيبهم ونفاقهم إلا أننا ماضون رغم أنوفهم سواء عبر المحافل الدولية أو النضال في ساحات الميدان فالحق الفلسطيني طال الزمن أو قصر لا بدّ أن يعود لأصحابه. |
|