|
من داخل الهامش نعم أشد من القتل فقد تقتل شخصاً واحداً بالخطأ بالقصد، لكن إذا نشرت فتنة ما فأنت تضرم ناراً في حقل هشيم ولن تكون قادراً على إطفائها بسهولة..؟ ونار الفتنة التي يضرمونها اليوم ويعملون على نشرها تأتينا بألف أسلوب وشكل ولون، دخلت سماً في العسل، ورويداً رويداً كشفت عن وجهها القبيح.. فضاء عربي بأدوات غربية يمطرنا كل ثانية بألف كذبة وكذبة يتفنن في اختراع الأخبار وضخها إلينا وتقديمها على أنها الحقيقة، جند وسائل غسل الأدمغة كلها: علماء نفس، رجال دين،محللون سياسيون، علماء اجتماع، ناشطون كاذبون، انتقاء أساليب وعبارات لغوية بسيطة.. لم يترك شيئاً يمكن أن يستفيد منه إلا واستغله.. والحصيلة ماذا..؟ خلال ستة أشهر شاركت محطات ووسائل التضليل بسفك دمنا، وأشعلت نيران حقد هنا وهناك، وإن كانت محدودة التأثير لكنها تحمل دلالات ورسائل تجاوزها شعبنا بوعيه ووطنيته.. ولكن ماذا يعني أن تشترك أحدث وسائل الحرب النفسية في العالم من الولايات المتحدة إلى إسرائيل إلى الغرب لتعمل يداً واحدة وتوجه نارها إلينا ومن خلال أدوات عربية كنا نتمنى لو أنها خصصت ولو جزءاً يسيراً من بثها لقضايانا المصيرية..؟ حرب إعلامية لو أنها وجهت إلى غير الشعب العربي السوري لكانت أشعلت نار فتنة كبرى لا يعرف أحد ما أين تقف..؟ فضاؤهم المفتوح والممطر سماً زعافاً يضيق بوسائل إعلام ذنبها أنها ترصد الحقيقة، تنقل نبض الحياة، حرية الإعلام التي يتشدقون بها ليست إلا ستاراً ووسيلة للتغلغل إلى عقول الآخرين.. هل تجد في أي مكان في العالم الغربي هذا الطوفان الإعلامي.. هل نزلت في فندق غربي واستطعت بحريتك أن ترى أي محطة فضائية..؟! ألا يحددون بضع محطات وعليك الالتزام بها.. هل تركوا فضاءهم مفتوحاً لأي وافد.. أمننا الإعلامي والثقافي مخترق، ممزق، ونحن من فعل ذلك، صحيح أننا نؤمن بوعي شعبنا وقدرته على التحليل والتمييز، ولكن ثمة ضوابط لابدّ منها، لابدّ من أمن إعلامي... وهذه مسؤولية الجميع.. |
|