تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


زمن الخيانات المحترمة

معاً على الطريق
الاثنين 26-9-2011
أنيسة عبود

هل تعرف كيف تشتم وتصور وتستخدم الانترنت؟

وهل تعرف كيف تلفّق الأكاذيب وترفقها مع الصورة المفبركة ؟‏

يعني ..تعرف كيف تدخل الغرف السوداء وتدير الحكايات على هواك.‏

وتقدر أن تدعي أنك تحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي ..وأنت عضو في الأكاديمية الملكية ..أو رئيس هيئة عالمية لحقوق البشر والشجر.. وتقدر أن تدافع عن ألقابك المزعومة حتى لو كشفها الجيران والزملاء والمدينة كلها..فأنت ناشط حقوقي, أو ناشط سياسي. على الرغم من أنوف الجميع. أو اختر المهنة التي تريد, لأنك بهذه المؤهلات الدولية ستصبح من رجال المال والشهرة والحظوة.. ولأن الزمن, زمنك الآن فقد تكسب الدولارات والريالات والدنانير وربما يهدونك امرأة تختارها حسب مواصفات أمراء النفط لأنهم إخوتك ويريدون أن يفرحوا بك ويقاسمونك الثروة النفطية لأن بترول العرب للعرب جميعا. هكذا درسنا في الجغرافيا والتاريخ... أليس لنا تاريخ مشترك ؟ ولهذا سيكون الربيع العربي مشتركا, والخريف العربي كذلك.‏

ولأن العرب إخوة في السراء والضراء .. فلا يجوز أن تتكدس أسلحة دول البترول في مخابئها دون الاستفادة منها في تحرير الأرض ولا يجوز أن تبقى الريالات لعائلة واحدة أو لقبيلة واحدة لذلك راقب قنوات إخوتنا العرب واسمع ما يقولونه لك كي تصبح شريكا لهم في الثروة والنفط والنساء والسلاح وحتى القتل.. نعم القتل.. وإذا لم تسنح لك الفرصة لتعلم القنص والقتل في الحروب الكبرى فتعلّم القنص في إخوتك وفي جيرانك وأهلك.. تعلم كيف تفجر وتدمر وتدير الإمارة الموعودة.‏

فليس بعيدا أن يسلموك إمارة. فالأمر ليس مستحيلا.خاصة وأن الزمن زمنك الآن وثورات العرب طاحنة والصراع على الممالك طاحن أيضا.. ولأن الأمراء والسلاطين والملوك إلى زوال فاغتنم الرضا الأميري والملكي وخذ الصولجان منهم متعهدا لهم أن تبقى حريصا على دبكة العصا كلما زارك السيد الاميركي أو الفرنسي وتعهد بإهداء الذهب واللؤلؤ النادر لحيزبونات البيت الأبيض. ولا تنسى أن تكون إيران عدوك الأول والصهاينة عدوك العاشر , ولا تصدق ما يقوله الفلسطينيون. إنهم يبالغون كثيرا.‏

لا تنسَ أن ترفض (مغامرات ) حزب الله. ولا تنسَ أن تتعلم الكذب حتى تصدّق نفسك.. عند ذلك ستتصل بك الفضائيات العربية والأجنبية وستجري لك الحوارات وتمنحك الأوسمة والألقاب، ولا تستبعد أن يوجهوا لك الدعوات لحضور المؤتمرات للاستفادة من خبرتك في ذبح إخوتك وتدمير بلدك وطريقة فبركتك للصور والأكاذيب لأنك تفوّقت على الجزيرة والعربية وعلى بعض المعارضين السلميين؟‏

أما إذا كنت كاتبا فنبشرك بالجوائز البترولية والدولية خاصة إذا أتقنت شتم بلدك وتخلصت من عصبيتك العربية والقومية والإسلامية.. كن على الطريقة العصرية لا تقف عند أمور ليست جوهرية كإحراق القرآن.. أو شتم الرسول وتصويره بأبشع الصور. لا تشغلك قضايا الممانعة وقضايا التحرير, اكتب عن الحب مثلا أرّخ مغامراتك أنت. وسجّل سيرتك.. ولا ضير في الهروب من البلد والادعاء بأنك مطارد (أو مطاردة) لا تهتم .. سيستقبلك الأصدقاء الذين لا همّ لهم سوى الحرية والديمقراطية وقد يوظفونك في إحدى الفضائيات المهمة لتعلمهم كيف يكذبون وكيف يزورون.. إبك أحيانا حتى تؤثر بالمشاهدين واطلب الحماية الدولية ,لأن رجلاً مهماً مثلك يمثل القتلة والمجرمين ويتاجر بدم الشعب وكرامته, يحتاج إلى الحماية من الملوك والرؤساء ومن الشيخ حمد شخصيا لأنه الحر الأول والمثقف الأول وحامي العروبة الأول ومن لا يصدق فعليه أن ينظر إلى ليبيا واليمن ومصر وتونس والأيادي البيضاء للأمير في بذل المليارات من أجل سورية (يا لطيف كم هو عروبي وقومي وكريم)‏

.. دع خيالك يختلق الحكايات فأنت لست بقليل بعد الآن, حيث نزلت بفنادق النجوم.. وتوازيت مع أساتذة السوربون وتغديت مع رجالات (برنارليفي) و سهرت مع سيدات مشدودات حتى الانفجار.‏

انظر في المرآة الآن.. يا الله كم أنت عظيم ومشهور صورك على التلفزيونات وفي الجرائد الصفراء.. لكنك للأسف بلا كرامة وبلا أخلاق ومن يكون كذلك فهو لا يمثل إلا نفسه الخاوية, إن تاريخك معروف. ومن له هذا التاريخ لا يستحق لقب مواطن سوري.. لأن السوريين لا يذبحون إخوتهم و لا يقبلون المذلة ولو أكلوا الحصى. (لنا الصدر دون العالمين أو القبر).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية