|
شؤون سياسية واللافت أن خسارة سيغولين سيؤدي إلى انفجار عقد اليسار الفرنسي واضمحلال ركنه الأساسي ( الحزب الاشتراكي) وتشتت أصواته بين اليساريين وسينال بايرو الحصة الأكبر لكن السؤال هو: ما العوامل التي تتحكم باختيارات الفرنسيين لرئيسهم القادم?! ثمة خمسة عوامل تدفع الفرنسيين لاختيار مرشحهم القادم إلى الاليزيه وهي: أولا: الموقف من المهاجرين والضواحي, ففي هذا اليوم 22 نيسان وهو يوم الاقتراع الأول يكون قد مر على أحداث العنف في ضواحي باريس أقل من عام ونصف العام وخلف جدران هذه الضواحي لاتزال تختبئ غابة كاملة من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والموقف من المسلمين وكذلك موضوع العنف والارهاب وغيرهما. وعلى الأرض يبدو الموقف في الضواحي مستقرا وهادئا لكنه هدوء حذر وقابل للاشتعال في أي لحظة, واذا كانت سياسة نيكولاي ساركوزي وزير الداخلية والمرشح القوي لانتخابات الرئاسة تجاه الضواحي قائمة على استخدام القبضة الحديدية. ففي النهاية فإن الموقف من المسلمين عموما والضواحي خصوصا قد أصبح مرتبطا إلى حد كبير بمرشح واحد هو ساركوزي لذلك سيكون موقف سكان الضواحي مرجحا لمن يحسن التعامل مع هذه الظاهرة الاجتماعية. ثانيا: وجود امرأة على قمة السلطة في فرنسا:لاشك أن بروز السيدة سيغولين رويال على الساحة السياسية الفرنسية بسرعة خلال الاشهر الماضية وارتداءها عباءة السلطنة بصورة عاجلة أثارت لدى الرأي العام الفرنسي مشاعر هي خليط من الفضول الشخصي والنزعة لقلب المائدة باختيار امرأة تحقق ما لم يستطع الرجال تحقيقه على مدى الاعوام الثلاثين الأخيرة. وفي هذا المعترك الفريد من نوعه قد يبرز المزاج كعامل بدفع فرنسيين كثيرين إلى التصويت لامرأة اشتراكية ذات نزعة يمينية لأن الفرنسيين - كما هو معروف عنهم- يمتلكون قلوبا اشتراكية وجيوبا يمينية كما يقول شارل ديغول. ثالثا: الصوت العربي والصوت اليهودي العامل الثالث الحاسم في معركة 2007 الفرنسية تحول سريعا منذ بدء المعركة قبل أربعة أشهر.ففي النهاية سيكون لهذين الصوتين وربما لأول مرة تأثير مباشر على اختيار الشعب الفرنسي وهو ما يعني أن السياسة الفرنسية القادمة في الشرق الأوسط لن تحكمها اعتبارات الجغرافيا والتاريخ التقليدية بل اعتبارات داخلية فرنسية خالصة (د.أحمد يوسف). رابعا: طريقة خروج شيراك من الاليزيه قد يكون هذا العامل حاسما في المزاج الفرنسي عشية الانتخابات الرئاسية وخصوصا أن سياسته في الوحدة الأوروبية قد أرعبت الشعب الفرنسي من الذوبان بما لديه من مميزات اجتماعية واقتصادية في اطار الوحدة الأوروبية. خامسا: تزامن انعقاد اتحاد الجمعيات الافريقية الفرنسية مع الحملة الانتخابية الرئاسية حيث يشكو الافارقة الفرنسيون من عدم قبول النظام الفرنسي لاندماجهم فيما هو يقدم لهم الفتات من النعم التي يتمتع بها الفرنسي الأصل تتحكم بهم الميول العنصرية وهم يجدون في الحزب الاشتراكي ملاذا لهم, ومع ذلك فالحزب يطلب اليهم الصبر وقد طرحوا مطالبهم على المرشحين للرئاسة ولايستطيع ساركوزي أن يعدهم بشيء مما عرف عنه من ميول يمينية لذا ستكون أصواتهم لمن يقتنعون به. سفير سابق |
|